لا طرقات ولا ماء ولا غاز ولا حتّى شبكة للهاتف النقّال: سكّان غردوس في سيدي سميان يشتكون الإقصاء والتّهميش ويُطالبون والي تيبازة بالتدخّل
يشتكي سكّان دواوير منطقة غردوس في سيدي سميان مؤخّرا من الإقصاء والتهميش، في ظل المعاناة الكبيرة التي يعيشونها يوميا للوصول إلى منازلهم المعزولة، وعبر طريق أقل ما يمكن أن يقال عنها كارثية وبأتم ما تحمله الكلمة من معاني، نظرا للتصدّعات والحفر التي لحقت بها جراء اهترائها، وتضرّرها أيضا بأشغال الحفر لمشروع تحويل مياه سد كاف الدير، معلنين أن منطقة غردوس أعالي سيدي سميان، لم تعلن استقلالها بعد، بسبب هكذا تأخّر في تهيئة وتعبيد الطريق المؤدي إليهم، دون الحديث عن الطّرقات الفرعية التي تشهد هي الأخرى حالة مؤسفة، وتزيدهم عزلة على عزلة عند سقوط الأمطار ووسط الأوحال…
وضعية كارثية لطريق تالندريوش اتجاه غردوس أعالي سيدي سميان والسّكان يعانون
سكّان منطقة غردوس بسيدي سميان وفي تصريحات خاصّة لشرشال نيوز، أكّدوا ذروة معاناتهم على طريق محفورة ومنكوبة، مثلهم مثل مستعملي المركبات وسائقي الحافلات الجماعية الصغيرة، والتي ألحقت بمركباتهم الكثير من الأعطال ومنهم من توقف عن النشاط بهذا الخط، بسبب الحالة الكارثية للطريق، ووقوفها حائلا أمام التنقل المريح للأساتذة إلى مدرسة “إخيضر إبراهيم” وكذا نقل المرضى إلى المستشفيات للعلاج، خاصّة النساء الحوامل، كأبرز المطالب الملحة والمستعجلة على لسانهم تجاه السلطات المحلية والولائية، قصد التدخّل بمشروع يفك العزلة عنهم، من خلال تهيئتها وتزفيتها وصولا على الأقل إلى مكتب البريد.
رئيس دائرة شرشال مطالب بالتحرّك والوقوف على بعث أشغال استكمال تهيئة طريق تالندريوش-غردوس
وتوقّفت عجلة التنمية بمنطقة غردوس في سيدي سميان، عند الوضعية المؤسفة لهذه الطريق التي تربط بلدية سيدي سميان بالبلديات المجاورة على غرار شرشال، سيدي غيلاس ومناصر، فيما يبقى الشطر الأخير لطريق تالندريوش اتجاه غردوس ناحية شرشال، هو الآخر يشهد حالة كارثية، وسط دعوات تطالب اليوم رئيس دائرة شرشال “احمد عيسى”، بتجاوز حدود مكتبه للوقوف شخصيا على التهيئة العاجلة لهذه المسالك، والعمل على فك العزلة عن مواطنيه القاطنين بمناطق الظل، استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية”عبد المجيد تبون” تجاه هذه الفئة المنكوبة، وإن كانت بلدية سيدي سميان من البلديات الضعيفة بولاية تيبازة، إلا أنها قد استفادت في السنوات الأخيرة، من عدد مهم من الإعانات الريفية ومشاريع للربط بالغاز الطبيعي وأخرى متعلقة بتهيئة بعض المسالك، فيما لا يزال سكّان منطقة غردوس، يترقبون فكّ العزلة عنهم بمشاريع للتنمية المحلية، أبرزها شبكات الطرقات، الغاز، المياه، تحسين الخدمات الصحية وضمان الإسعافات الأوّلية ليلا، وحتى شبكة الهاتف النقال…
أزمات المياه، الطرقات، الغاز، الكهرباء الريفية، شبكة الهاتف النقال تؤرّق سكّان دواوير غردوس
شرشال نيوز عاينت جانبا من معاناة سكان غردوس أعالي سيدي سميان نهار هذا الإثنين 30 سبتمبر، ولسان الحال يتحدث عن واقع تنمية تسير بوتيرة بطيئة، فلا شبكة مياه تنهي أزمة عطشهم في الفترة الأخيرة، ومطالبتهم بالإسراع في ربطهم بمشروع تحويل مياه سد كاف الدير، وتكثيف الجهود اليوم من طرف السلطات المحلية، وتزويدهم باستعمال الصهاريج المتنقلة للمياه للتخفيف من حدّة الأزمة، ولا شبكة غاز تضمن لهم التدفئة شتاء، وبكثير من المعاناة بالنسبة أيضا لأصحاب السكنات الريفية الجديدة، تجاه أزمة ربطهم بالكهرباء، أين تبقى منازلهم الجديدة أشباحا بلا أرواح، بعد استفادتهم من إعانات لبناء هذه السكنات وبصعوبة كبيرة، ليبقى هاجس أصحابها الوحيد، عدم ربطهم بالكهرباء، كمشكلة تعود لسنوات طوال.
ملحقة بلدية سيدي سميان بغردوس هيكل بدون روح وبرج للهاتف النّقال مطلب ملح
ونحن نعيش في زمن الرقمنة وتكنلوجيات الإعلام والإتصال، نجد أن منطقة غردوس في سيدي سميان، لم تصلها بعد رياح القدرة على الإتصال هاتفيا بين الأفراد، نظرا لافتقادهم لشبكة للهاتف النقال، رغم تعليمات والي ولاية تيبازة إلى الجهات المعنية، قصد تعميم وضع الأبراج الهاتفية بمناطق الظل لضمان حتى التغطية بالطّرقات السريعة، إلا أنّ سكّان غردوس يعانون الأمرّين، في وجود ملحقة للبلدية كهيكل بدون روح، وهم لا يستطيعون حتى أن يستخرجوا منها شهادة الميلاد، لعدم ربطها بشبكة الألياف البصرية، واضطرار المواطنين للتنقل إلى بلدية سيدي سميان على طريق كارثية ومسافة طويلة لاستخراج مختلف وثائق الحالة المدنية، ليضرب بذلك شعار تقريب الإدارة من المواطن بغردوس في سيدي سميان.. عرض الحائط.
تعليمات رئيس الجمهورية “عبد المجيد تبون” واضحة تجاه مناطق الظل ومنطقة غردوس في سيدي سميان أولوية
وتبقى دواوير منطقة غردوس في سيدي سميان (عليش، لعرينونة، حبيش، عزاز، عيسو، جلاوي، مسنادي)، واحدة من الدواوير المنكوبة، وتترقب إلى يومنا فك العزلة عنهم بمختلف الشبكات الحيوية، مطالبين والي ولاية تيبازة “أبوبكر الصديق بوستة”، بالنظر أكثر إلى منطقة غردوس ودعم بلدية الظل سيدي سميان لأجل تجسيد ما تبقى من مشاريع تنموية بهذه المنطقة، خاصّة ما تعلق بأزمات المياه، الطرقات، الغاز، شبكة الهاتف النقال والكهرباء الريفية، صرخة مواطنين من أبناء الجزائر العميقة في سيدي سميان، يريدون أن تكون لها آذان صاغية عبر شرشال نيوز، في ظل تعليمات رئيس الجمهورية” عبد المجيد تبون”، القاضية بفك العزلة عن مناطق الظل… بعيدا عن الإقصاء والتهميش.
سيدعلي هرواس