X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

مختصون وخبراء أمنيون يدقّون ناقوس الخطر من تيبازة: فري فاير وروبلوكس …الطريق إلى الإلحاد والماسونية والتفكّك الأسري

كشف ضابط شرطة رئيسي، عيسو هشام، عن المصلحة المركزية لمكافحة الجرائم السيبرانية بمديرية الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني أن منصّات الألعاب الإلكترونية كلعبة روبلوكس، فريفاير وغيرها أصبحت فضاءً خصبا للاعتداء على الأطفال و نشر الإلحاد و الماسونية ومختلف أشكال الانحلال الأخلاقي، بسبب تعرف الأطفال والمراهقين في هاته المنصات على أشخاص غرباء يطالبونهم بكافة معلوماتهم السرية ليتطور الأمر لاحقا إلى إرسال صور مخلة بالحياء مع الدعوة إلى الإلحاد والماسونية والتطرف، مقابل استفادتهم من عمليات الشحن لمواصلة أشواط اللعب والتحدي، مضيفا بأن 77 بالمائة من متصفحي الأنترنت هم من الأطفال، وأن عدد القضايا الماسة بهم قد بلغت سنة 2023 ، 113 لتتراجع سنة 2024 إلى 98 قضية بفضل تفعيل خلية اليقظة الأمنية والسيبيرانية للمديرية العامة للأمن الوطني.

ولفت ذات المتحدث خلال فعاليات الملتقى الوطني الأول الموسوم بـ”مواقع التواصل وأثرها على التنشئة الاجتماعية للطفل” المنظم بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله، إلى أن الوقاية وسبل الحماية تكمن في تفعيل جسور الحوار والنقاش الأسري حول منافع استخدام الإنترنت ومخاطرها، وتحذيرهم من منح معلوماتهم السرية لأي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي سياق مساهمة فرق الأمن الوطني في حماية الأطفال عبر الفضاء السيبراني أشار عيسو هشام إلى قيام الأمن الوطني بعمليات التوعية والتحسيس عبر كامل التراب الوطني حول أخطار استعمال الانترنت، المشاركة الفعالية في ورشات العمل التي تعنى بالطفولة مع الهيئات والمنظمات الفاعلة في هذا المجال، حيث تمت المشاركة خلال سنة 2024 في 157 حملة تحسيسية و59 مداخلة في هذا المجال.

وفي إطار مساهمة الشرطة الجزائرية في المساعي الدولية الهادفة إلى محاربة المساس بسلامة الأطفال عبر الانترنت، تقوم الفرقة بالتنسيق مع مختلف الدول الأعضاء عبر قنوات الانتربول بمعالجة مختلف القضايا التي تورط فيها أشخاص ينشطون انطلاقا من الجزائر وكذا التبليغ عن المتورطين الذين ينشطون خارج التراب الوطني.

من جهتهم شدّد الخبراء والمختصون بالمركز، على ضرورة تعزيز وتشجيع ثقافة الحوار والتواصل داخل الأسر الجزائرية من أجل حماية الأطفال من مخاطر الأنترنت التي تتربص بهم في عصر الرقمنة والثورة التكنولوجية، مؤكدين على تعزيز الوازع الديني لديهم واستحداث تخصص علمي جديد يهتم بعلم نفس مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعا هؤلاء إلى تبني الرؤية الاستراتيجية للمديرية العامة للأمن الوطني في انفتاحها على التعريف التواصلي بكل مخرجات الجزائر في حماية الأطفال من مواقع رقمية وأرقام نجدة وطوارئ، مع ترقية فعاليات هذا الملتقى الذي ترأسه البروفيسور آيت موهوب محامد بالشراكة والتنسيق مع المركز الوطني للدراسات والإعلام والتوثيق حول الأسرة والمرأة والطفولة، إلى ملتقى دولي يعكس نجاح التجربة الجزائرية في سيادتها الرقمية وتأمين ناشئتها ومناعتهم القيمية في الفضاءات الرقمية المفتوحة، مع نشر أهم الأعمال العلمية المنجزة على مستوى مجلة المركز.

ودقّ المختصون والخبراء ناقوس الخطر إزاء التأثيرات الوخيمة للاستعمال المفرط واللاعقلاني للشبكة العنكبوتية على الأطفال والمراهقين نفسيا وجسمانيا وتربويا وروحيا واجتماعيا وأسريا وثقافيا وقيميا لكونها تعد من أهم أسباب التفكك الأسري والاغتراب الاجتماعي والعزلة، بعد أن تناولوا بالدراسة والتحليل عديد المحاور ذات الصلة بمخاطر استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، وما يتبع ذلك من تأثيرات نفسية وتربوية لاسيما العزلة والاغتراب الاجتماعي، مؤكدين على الأهمية القصوى للمرافقة الأبوية للأبناء المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي في ظل الحتمية التكنولوجية التي يفرضها الوقت الراهن.

ودعا الدكاترة المحاضرون إلى ضرورة تدخل مختلف الفاعلين والأطراف من خلال رفع درجة اليقظة لحماية الأطفال من أخطار مواقع التواصل الاجتماعي لكي لا يكونوا فريسة سهلة الاستهداف من طرف المسوقين والمروجين والمحتالين وناشري الأخلاق الفاسدة والأفكار المتطرفة خاصة تلك التي تستهدف الدين الإسلامي والعقيدة والابتزاز والتشهير والاستدراج بالقصر وإبعادهم عن ذويهم.

وعرج المشاركون من باحثين ومختصين وخبراء وجهات أمنية إلى أهمية تفعيل مقياس الدراية الرقمية والتربوية من خلال الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي على مستوى المؤسسات التربوية وحتى الجامعية ، وإشراك الخبراء والمختصين في الشأن التربوي للقيام ببحوث ودراسات وأطاريح يتم تبنيها من طرف المعاهد العليا الأمنية في الجزائر.

من جانبه كشف الدكتور محمد حديدي نائب مدير المركز الجامعي مكلف بالبيداغوجيا ورئيس اللجنة العلمية في حديث خص به شرشال نيوز إلى أن المركز، قد برمج تنظيم العديد من النشاطات العلمية والملتقيات الوطنية والدولية التي تعنى بدراسة مختلف القضايا والمسائل الاجتماعية والنفسية من أجل السعي لإيجاد الحلول لعديد الإشكالات والأطروحات وذلك بالتنسيق مع مختلف الفاعلين و الأطراف والجهات المختصة.

بلال لحول