فيديو/ إبن مدينة شرشال الدكتور “رشيد بلحسن” يقدّم كتابه الأوّل بعنوان “الدّكتور خوجة- الطبيب العربي بالجلفة”
كشف ابن مدينة شرشال الطبيب الدكتور “رشيد بلحسن”، عن أولى إصداراته العلمية والتاريخية، والمتمثلة في كتابٍ سلّط من خلاله الضوء على واحدة من الشخصيات العملاقة في عالم الطبّ بالجزائر والجلفة بالخصوص، وأحد رموزها المعروفين بنظالهم وكفاحهم ضد الإستعمار الفرنسي، وهو” الدكتور خوجة” الملقّب بالطبيب العربي هناك بالجلفة، أين اختار رئيس جمعية حصن شرشال الدكتور “رشيد بلحسن”، هذه الشخصية المولودة بالعاصمة القيصرية شرشال، والذي قدّم الكثير للجزائر وثورتها المجيدة صحّيا وفكريا ومادّيا ومعنويا، ما جعلها محطّة وجب الوقوف على تاريخها الحافل والباهر في عالم الطب، عبر كتابٍ اختار له عنوان” الدكتور خوجة- الطبيب العربي بالجلفة” والصادر عن مركز الدراسات التاريخية والأثرية للمركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة…
“رشيد بلحسن”:” كتاب الدكتور خوجة-الطبيب العربي بالجلفة..سنوات من البحث والتحقيق في حياة رمز من رموز الجزائر”
وفي حوار خاص بشرشال نيوز، أشاد رئيس جمعية حصن شرشال التاريخية الدكتور “رشيد بلحسن”، بالدكتور خوجة الملقب بالطبيب العربي، والذي تأثّر به طيلة السنوات التي كان فيها مرتبطا بخدمته المدنية بأحد مستشفيات الجلفة، مكتشفا الحب والإحترام الكبير الذي يكنّه سكان ولاية الجلفة صغارا وكبارا لهذا الطبيب الرمز، ليفكّر جدّيا بالبحث عن تاريخ حياته وأبرز محطّاته الثورية والعلمية وغيرها، مباشرا تحقيقاته واطّلاعاته استنادا على مختلف الوثائق والصور والشهادات الحيّة، عبر مرحلة تحقيق استغرقت حسبه 5 سنوات، فيما أخذت مرحلة الكتابة وتحليل المعلومات ما يقارب 10 سنوات، للخروج بمولودٍ ثقافي تاريخيّ جديد، مقسّما هذا الكتاب إلى اقسام ومراحل، افتتحها بمقدّمة كتبها البروفيسور” محفوظ عاشور”- صورة الواجهة بأنامل الفنان التشكيلي “اسماعيل شنعة” ، مسلطا الضوء فيه، عن حياة الدكتور خوجة العلمية والدراسية بعد خروجه سنوات الثلاثينات من شرشال، مزاولا دراسته الثانوية والجامعية بالعاصمة، قبل أن ينال شهادة في الطبّ سنة 1952 بجامعة الجزائر.
الكتاب يسلّط الضوء على الحياة الدراسية والجامعية للدكتور خوجة وكفاحه للإستعمار ومداواته للجرحى الإستثناء”
وواصل الدكتور “رشيد بلحسن” حديثه عن أوّل إصداراته العلمية، مشيرا إلى الظروف الدراسية التي كان يشتغل عليها الدكتور خوجة مبدئيا بشرشال، وذلك بين المدرسة اللائكية وجامع العرب، أين كان يتم تدريس اللغة العربية ومبادئ الدين بالمدرسة الراشيدية رفقة الشيخ “بن دردة”، كما تطرق في كتابه إلى الصعوبات التي واجهها الدكتور خوجة في دراسته الجامعية، من صعوبة التنقل وقلّة الإمكانيات وظروف المبيت وغيرها، مسلطا الضوء أيضا على الأيّام التي دخل فيها الجلفة، بعدما هيأ له السّكان الظروف الملائمة للعمل بعيادة مؤقّتة، والإتصال بشخصيات صيدلانية على غرار السعيد” بوكردنة”، بشير لحرش وبن تفتيفة إضافة إلى مصطفى سعدون، وكان ينشط بالموازاة في مستشفى الجلفة بداية من مارس 1954، والذي أبان عن قدرات كبيرة في الجراحة ومختلف العمليات الجراحية، لما له من الخبرة والتجربة والكفاءة في كل الجراحات (العظام، البطن، الأعين، الأعصاب وغيرها من الإستعجالات، وفي زمن لم تكن فيه “شهادة جراح”، وهو ما يشهد عليه سجل العمليات الجراحية الذي لا يزال محفوظا بمستشفى الجلفة…
” خرجات عديدة في إطار الإستشفاء المنزلي وإشادة كبيرة بمساره الصّحي خدمة للمرضى ومداواةً للجرحى”
وأضاف” رشيد بلحسن”، أن الدكتور خوجة، كانت له خرجات صحّية هامّة آنذاك في إطار الإستشفاء المنزلي، عبر زيارة المرضى وفحصهم، بغض النظر عن تضحياته ومساهماته الصحية خارج ولاية الجلفة، على غرار إنقاذه لحياة المصابين في الحادث المروري الذي عرفه الطريق الرابط بين الأغواط والجلفة في أوت 1954، والذي أدّى إلى وفاة 5 أشخاص وجرح 22 شخصا، أين لقي إشادة كبيرة مت طرف الحاكم العام والطاقم الطبي، بغض النظر عن مساره النظالي ضد الإستعمار الفرنسي، واشتغاله بشجاعة في مداواة المرضى والجرحى بعيادة لا تبعد عن ثكنة عسكرية فرنسية سوى 100 متر، وخروجه للجبال مثلما عاشه في حادثة حجر الملح سنة 1957، مشيرا أيضا إلى دخوله السجن لمدّة 6 أشهر بتهمة وجّهت ظلما إليه والمتعلقة بالمساس بالأمن الخارجي للدولة، مواصلا عمله بعد خروجه في عيادته وبالمستشفى، أين خُيّر بعد الإستقلال ليكون رئيسا لمصلحة بمستشفى كبير بالعاصمة، إلا أنّه فضّل البقاء بالجلفة، وكان له عدّة أعمال وتولى العديد من المسؤوليات، من خلال الدعم كبير للجمعيات خاصّة الكشافة الإسلامية، كما أشرف على رئاسة اللجنة رقم 1 لحزب جبهة التحرير الوطني ورئيسا للهلال الأحمر، كاتبا عامّا للإتحاد الطبي الجزائري، مساهما في بناء مسجد وبمبلغ مالي لتهيئة مكتبة المركزية بالعاصمة بعد تعرّضها لحريق، قبل أن يتوفى سنة 1991 ويدفن بمقبرة شرشال مسقط رأسه…
الدكتور “رشيد بلحسن”:” أنا بصدّد التحضير لإصدارات أخرى حو شرشال وتاريخها المتعلّق بالحياة الإجتماعية والثقافية والسياحية”
رئيس جمعية حصن شرشال الدكتور “رشيد بلحسن”، نوّه بمناسبة تقديمه لكتابه الجديد، بالإثراءات التي ستضاف إلى هذا العنوان، مع إمكانية إصداره مستقبلا باللغة العربية، مشيرا إلى إصدارات وعناوين أخرى ستكون حول تاريخ مدينة شرشال والحياة الإجتماعية والثقافية والسياحية، وحصوله على الكم الهائل من المعلومات حول شخصية الدكتور خوجة، خاصّة بالنسبة للشهادات الحيّة، جعله يضع نصب عينيه هدف تبليغها للأجيال القادمة، معتبرا الطبيب خوجة أحد رجالات الجزائر والجلفة المتفوّقين في مجال الطب والجراحة، مشيرا إلى تواجد هذا الكتاب حاليا بمكتبة بلدية شرشال، مكتبة احمد ياسين بتيبازة (المقابلة لدار الشباب)، مكتبة شجرة الأقوال بالعاصمة، ومكتبة سعدون بشرشال، مثنيا على الكثير من الأكاديميين والباحثين من جامعة الجلفة، الذين كانوا السبّاقين في قراءة هذا الكتاب والحصول عليه عند تقديمه له مؤخّرا بالمركز الثقافي الإسلامي بالجلفة..
سيدعلي هرواس