تأخّر انجاز سد كاف الدير بالداموس يكبّد المنطقة خسائر كبيرة
يعدّ الوزير الأول عبد المالك سلال أكثر العارفين بملف سد كاف الدير بالداموس، بصفته كان المسؤول عن القطاع حين كان وزيرا للموارد المائية، ولم تمرّ أكثر من ثمانية أشهر منذ زيارته الأخيرة لورشة السدّ في نهاية شهر أوت الماضي، حيث حثّ الشركة المشرفة على انجازه بالإسراع في بعث وتيرة الإنجاز، ووعد بإزالة كلّ العراقيل التي تحول دون انهاء الأشغال وبداية استغلال السدّ.
الداموس- عثمان ملاحي/
سدّ كاف الدير يعدّ من أهم ورشات قطاع الريّ التي هي في طور الإنجاز، و تقدر طاقته التخزينية بـ 125 مليون متر مكعب ما يجعله أكبر من سد بوكردان بسيدي اعمر بأكثر من الضعف: وستوجه مياهه لتزويد عدة مناطق من ولايتي تيبازة والشلف، خاصة بالماء الشروب فيما ستخصص حصص أخرى لسقي محيط من الأراضي الفلاحية. ولكن الشركة الإيطالية »بيزاوتي طوديني« المكلفة بإنجاز مشروع السد لم تتمكن من الالتزام بتاريخ التسليم، وسبق لها أن عاشت علاقات متوترة جدا مع العمال الجزائريين الذين يشتغلون في الورشة والمقدر عددهم بأكثر من 750 عاملا ، بسبب احتجاجاتهم لعدم ايفاء الشركة الإيطالية بالتزاماتها تجاههم، بحيث عاشوا فترات غبن لعدم تمكّنهم من تلقي مرتباتهم الشهرية بانتظام في عدّة مراحل والتي بلغت أحيانا إلى انقطاع الرواتب لمدة 5 أشهر متتالية.
ولكن هل يمكن تدارك التأخّر، والفهم أن هذا التأخّر هو خسارة كبيرة للمنطقة وللدولة بأكملها؟ هل نبقى نفكّر في الأمور الاقتصادية الكبرى بمنطق "وقت ما جا الخير ينفع" ؟
عادت ورشة انجاز السدّ إلى نشاطها، وما على المسؤولين إلا متابعة الأشغال باستمرار وإلزام الشركة ببذل المزيد من المجهودات لتدراك التأخّر الكبير، وعلى رأسهم الوزير الأول كونه أكثر العارفين بالملّف، فمنطقة الداموس تعدّ السلّة الغذائية لولاية نيبازة والولايات المجاورة، فهي لسنوات عديدة تحتلّ المرتبة الأولى وطنيا في انتاج الطماطم، وكذا الكثير من الخضروات. ولكن الفلاح في الداموس لا زال يعاني من العديد من العراقيل التي تحول دون زيادة وتحسين منتوجاته، فمن جهة يصارع مشاكل الإدارة و مشاكل الحصول على البذور ، ومن جهة أخرى يصبح ضحية عدم إيفاء الشركاء الأجانب للدولة الجزائرية بوعودهم والتزاماتهم..
عثمان.م