اعتلى منبرَه في أول جمعة رمضانية: اختيار الشيخ بن عامر بوعمرة ضمن خطباء جامع الجزائر تتويج لعقود من العطاء في الحقل الاسلامي
تولّى، اليوم، الشيخ بن عامر بوعمرة خطبة الجمعة بجامع الجزائر، حيث صعد منبر ثالث أكبر مسجد في العالم أمام عشرات الآلاف من المُصليّن الوافدين من مختلف ولايات الوطن، وكذا أمام ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزيون في بثّ مباشر لصلاة أول جمعة لشهر رمضان المبارك، اختير لها الشيخ بن عامر بوعمرة خطيبا وإماما.
وكانت شرشال نيوز قد علمت من مصادر رسمية، منذ أن قام رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتدشينه في الخامس والعشرين من شهر فبراير المنصرم، أنّ عمادة جامع الجزائر قد اختارت الشيخ بن عامر بوعمرة ضمن نخبة من علماء الجزائر لتولي الخطابة بالجامع الأعظم.
ويُعتبر الشيخ بن عامر بوعمرة من العلماء الذين تعتمد عليهم الجزائر للحفاظ على المرجعية الدينية للأمة وتحصينها، وتصبّ رؤيته الدينية في عمق المهام الموكلة لجامع الجزائر في ترقية قيّم الوسطية والاعتدال وتوحيد الفتوى إلى جانب ترقية الخطاب الديني وتطوير مناهج التكوين والتعليم القرآني.
كما لرؤية الشيخ بن عامر بوعمرة امتداد اجتماعي وخيري من خلال النشاطات التكافلية التي أطلقها بمسجد الرحمن بشرشال طيلة سنوات, مكّنت من بعث قيّم التكافل الاجتماعي والعمل الخيري التضامني في كل المناسبات الدينية والوطنية على مدار العام، كما سمحت من خلق روابط أخلاقية بين مختلف فئات المجتمع، تحوّلت إلى عادات يُقتدى بها.
وتولّى الإمام الأستاذ الرئيسي بن عامر بوعمرة إمامة مسجد الرحمن بشرشال منذ سنة 1993، إلى يومنا هذا، كما يتولى رئاسة المجلس العلمي لمؤسسة المسجد لولاية تيبازة، وكذا رئاسة لجنة التأهيل العلمية، ومفتي ضمن الفريق المؤطر لبرنامج المداومة بمكتب الفتوى لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كما تدرّج في مناصب أخرى ذات صلة، تخللتها دراسات جامعية بالجزائر وبالأزهر الشريف بجمهورية مصر.
وجاءت المهام الموكلة للشيخ بن عامر بجامع الجزائر، من طرف عمادة هذا الصرح الديني تحت وصاية رئاسة الجمهورية، كتتويج لمسار يمتد الى اكثر من ثلاثين سنة من العطاء في مجال الدعوة وخدمة الدين الاسلامي الحنيف بنظرة وسطية، تنبذ التطرف وتحارب الانزلاقات التي تحاول أطراف معادية للاسلام نفثها في العقيدة السمحاء، وهو ما يتماشى بشكل مطلق مع اهداف تأسيس جامع الجزائر كصرح ديني لتحصين الأمة وتوحيدها.
حسان خروبي