عدد الوفيات في ارتفاع مستمر منذ انطلاقه: حالة طوارئ بمستشفى المهام بشرشال و إخلاء مصلحة الإنعاش من المرضى

وضعت وفاة مريض ليلة الخميس إلى الجمعة (24-25 فيفري) الطقم الطبي لمستشفى المهام بشرشال في حالة ارتباك، أدى إلى إخلاء مصلحة الإنعاش من كافة المرضى المتواجدين بها، لاحتمال وجود ميكروبات أو فيروسات خطيرة بهذه المصلحة. المريض المتوفى ليلة الخميس الماضي، كان قد تعرّض إلى حادثة سقوط على الرأس، فقضى في مصلحة الإنعاش بمستشفى المهام أكثر من عشرين يوما، لتتحوّل المعاناة من الرأس إلى الصدر بسبب الإصابة بمكروبات عقّدت حالته الصحية وأضعفت قدرته على التنفس إلى أن وافته المنية.
والملفت للانتباه أنّه في ظرف 6 أيام خلال شهر جانفي المنصرم (04/01/2016 إلى 09/01/2016) عرفت مصلحة الإنعاش التي تشرف عليها الأستاذة بودره، 5 وفيات مماثلة كان النقص في التنفّس (Détresse respiratoire ) هو السبب المباشر لأغلبها.
وكانت أطراف عديدة ومتعدّدة قد لاحظت خروج العدد الهائل من الجثث من هذه المؤسسة منذ انطلاقها شهر جويلية الماضي، وعند مسح للاحصائيات الرسمية التي بحوزة مديرية الصحة والسكان لولاية تيبازة فإن أول ملاحظة هي الارتفاع المستمر لعدد الوفيات بمؤسسة المهام فقد أحصت جراحة الأعصاب التي يقودها الأستاذ دوليبه حوالي 50 حالة وفاة سنة 2015 معظمها في هذه المؤسسة. إلى أن أصبح البعض يعلّق أنّها تحوّلت من وحدة استعجالات طبية جراحية إلى وحدة للموت..
وفي سياق متّصل، لا تزال ذات المؤسسة تُسَيّر دون مرسوم ما يجعلها تابعة للمؤسسة العمومية الاستشفائية لسيدي غيلاس سواء من حيث احتياجاتها المادية والمالية أو مواردها البشرية والادارية، فكان وزير الصحة والسكان عبد المالك بوضياف قد زار هذا المرفق شهر جويلية الماضي على أساس أنّها مؤسسة استشفائية متخصّصة في جراحة الأعصاب تحمل اسم المجاهد الراحل امحمد بويعيش، إلا أنّ مرسوم إنشاءها لم يصدر إلى غاية الآن، لتبقى دون هيكل قانوني .
وللتذكير، فزيارة الوزير بوضياف واجهتها حركة احتجاجية للمجتمع المدني رفضا لتحويلها من وحدة استعجالات طبية جراحية إلى مؤسسة استشفائية متخصّصة لحاجة السكان لكافة التخصّصات، خصوصا ذات الاستعمال الواسع.
تكشف حالة هذا المرفق الصحي الواقع بحي يُعرف بكثافة سكانية مرتفعة عن الطريقة المتسرّعة لتحويله عن مساره الذي شُيّد من أجله كوحدة استعجالات إلى وحدة متخصّصة، لكن المستعجل الآن هو البحث عن الأسباب القاتلة…
حسان .خ