قطعوا الطريق الوطني رقم 11 وجرجروا السلطات الولائية لعقد اجتماع طارئ: سكان سيدي غيلاس يحتجّون عن النقص الفادح للأطباء بمستشفى الرائد لخضر بوشمع ويطالبون برد الاعتبار للمؤسسة

خرج سكان بلدية سيدي غيلاس صبيحة هذا الاثنين 9 جويلية، في وقفة احتجاجية سلمية بشعار “مستشفى الرائد لخضر بوشمع بحاجة ماسة إلى إسعاف”!، بعد القرار الأخير الذي تمّ اتخاذه بتحويل المناوبة الليلية لطب الأطفال وطب النساء والتوليد من سيدي غيلاس إلى القليعة، ناهيك عن النقص الفادح حسبهم للأطباء في العديد من المجالات، مع جعل المريض يدفع ثمن تردّي مستوى الخدمات المقدمة للعلاج، متحدّثين بلسان مؤسسة استشفائية فقدت بريقها وتحتاج لتدخل مستعجل يرد لها الاعتبار، خاصة مع تواصل هجرة الأطباء المختصين من هذا الصرح الاستشفائي.
الساعة كانت تشير للثامنة صباحا حين التقى المحتجون بالساحة العمومية، قبل أن يسطروا تباعا هدف نقل غضبهم إلى المدخل الرئيسي لمستشفى سيدي غيلاس، مردّدين شعارات تطالب بحضور مدير الصحة والسكان لولاية تيبازة الدكتور “عمراني توفيق جسيم”، قصد التدخل وإنهاء معاناة المرضى بمؤسسة استشفائية لم تعد بالنسبة إليهم، تقوم بتغطيتها الصحية بما يجنّب المريض عناء التنقل لمستشفيات أخرى للعلاج، أين نال رغم غيابه وارتباطاته بالوزارة الوصية الكثير من الانتقادات رفقة المسؤول الأول عن المستشفى المدير “بن بلوط حميد”، هذا الأخير لم يريدوا الحديث إليه ..بل طالبوه بالرحيل قائلين “يالا العار يالا العار ..مدير بدون قرار”، محمّلين إياه مسؤولية تحوّل المؤسسة إلى مركز عبور يبعث بمرضاه…كضحايا لسوء التسيير.
الإقدام على غلق الطريق الوطني رقم 11…رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف” يتدخل ولكن….
في ظل هذه الظروف المشحونة والممزوجة بكثير من الإصرار على الاستمرار في الاحتجاج، خاصة بعد تأخر مسؤولي المصالح المعنية في الحضور والاستماع لانشغالاتهم، قرّر المعتصمون إيصال صرختهم للرأي العام عبر غلق الطريق الوطني رقم 11 كليا (10:30)، تحت أنظار رئيس البلدية “مولود أزرو” الذي فنّد كل الشائعات التي كانت تقول أن هذا الاحتجاج سببه كان بإيعاز من داخل مقر البلدية، بسبب تعرض أحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي لحادث مروري خطير استدعى عملية جراحية مستعجلة، إلا أنه أبقي عليه بمصلحة طب العظام دون ذلك لمدة قاربت الثلاثة أيام…قضية تحدث عنها المواطنون باهتمام بالغ واعتبروها قطرة أفاضت كأس صبرهم وجزء بسيط من مشاكل عديدة يجب طرحها لمسؤولي القطاع بالمنطقة…
رئيس دائرة شرشال “السعيد أخروف” حضر مجريات غلق الطريق الوطني رقم 11، وحاول إقناعهم بفتحه والتعامل مع الموضوع بتعقل ورزانة، إلا أنهم رفضوا الحوار معه وأصروا على حضور الوالي “موسى غلاي” شخصيا أو من ينوب عنه، وسط مشادات وملاسنات كلامية وبتغطية أمنية مشدّدة تفاديا لأي انفلات تكون عواقبه وخيمة، أما مستعملو السيارات فاستسلموا لواقع جحيم مروري أعطى الضوء الأخضر فقط لمرور سيارات الإسعاف..المرضى والجنائز…قبل أن يبشرهم باقتراب وصول “مدير ديوان الوالي” و “مدير التنظيم والشؤون العامة”، دون الوصول معهم لاتفاق يقضي بفتح الطريق وإنهاء معاناة المواطنين المسافرين والركاب، مؤكدا لشرشال نيوز أنه لم يتلقى أي شكوى حول الموضوع وانه تفاجئ بخروجهم مباشرة للاحتجاج…
السلطات الولائية تصل إلى سيدي غيلاس وسط أجواء مشحونة ومدير ديوان الوالي يدعو للتعقل
السلطات الولائية ممثلة في مدير ديوان الوالي ومدير التنظيم والشؤون العامة استجابوا لنداء سكان سيدي غيلاس المحتجين، ومن دون مقدمات التف حولهما الجمع المعتصم والباحث عن الحلول والبدائل التي تنصف المريض بالمنطقة، إلا أن مدير ديوان اقترح عليهم فتح الطريق قبل الدخول في مضمار الحوار والنقاش المفتوح، حينها ضُرب اقتراحه عرض الحائط وطالبوه بالاجتماع مع ممثليهم ومناقشة مجمل المطالب المقترحة، والخروج بمحضر موقع من طرفه يكون شاهدا على هذا اليوم ووعدا قاطعا بأخذ هاته النقاط بعين المسؤولية، فكان لهم ما أرادوا في لقاء استثنائي احتضنته المؤسسة العمومية الاستشفائية بحضور (رئيسي الدائرة والبلدية، مدير المستشفى، ممثلي المجتمع المدني، ممثلي عن الأسرة الطبية، الفرع النقابي، والسلطات الأمنية..).
الاجتماع تناول أبرز المطالب المقترحة..وعود برد الاعتبار للمستشفى ومدير الصحة والسكان لا يزال مطلوبا وبقوة
الاجتماع الاستشنائي الذي احتضنته المؤسسة العمومية الاستشفائية بسيدي غيلاس ظهر هذا الاثنين 9 جويلية، أعرب خلاله مدير ديوان الوالي عن أسفه للصور التي شاهدها وهو في الطريق إليهم، بسبب معاناة المواطنين جراء الاختناق المروري، داعيا إياهم للتحلي بروح المسؤولية والتعقل وفتح الطريق نهائيا قبل افتتاح الجلسة، مؤكدا لهم أن ما قاموا به اليوم قد وصل خبره للسلطات العليا للبلاد، إلا أن المحتجون واصلو التمسك برأيهم الرافض لذلك لغاية الخروج بقرارات تريح القلوب وتبعث بنوع من الارتياح في النفوس، لتشرع السلطات المحلية والولائية في الاستماع لانشغالات وصفت بالمنطقية وأخرى بالتعجيزية، في قائمة حملت معها مطالب (إعادة النظر في نقل المناوبة الليلية لطب النساء والأطفال إلى القليعة، فتح مخبر التحاليل الطبية، مشكل سيارات الإسعاف، رد الاعتبار لمصلحة طب العظام، دعم المستشفى بأطباء مختصين والنظر في قضية عدم استغلال 7 سكنات اجتماعية وفرت لهذه الفئة قصد البقاء وخدمة المريض، فتح الكشوفات الطبية المتخصصة بالبلدية، مشكل هجرة الأطباء، مناوبات الصيادلة، إعادة فتح باب الجهة الشرقية للاستعجالات، دعم مركز التصوير والأشعة بالمختصين..).
مداخلات وحوارات غلب عليها الانتقاد الكبير للوضع الذي آل إليه مستشفى سيدي غيلاس مؤخرا، والذي يسير حسبهم في الطريق الصحيح نحو تحوّله إلى قاعة للعلاج أو فندق من الفنادق السياحية وفقط !، نتيجة افتقاده لهاته التخصّصات المهمة والتي أقحمت سكان الناحية الغربية لولاية تيبازة في رحم المعاناة، فشهادات حية رصدناها من عين المكان لأزواج راحت زوجاتهم وأطفالهم ضحية التنقل المستعجل إلى القليعة أو زرالدة، لينتهي اللقاء على وقع محضر مفصّل وموقّع لمجريات اللقاء الذي جمع مدير ديوان الوالي رفقة مدير التنظيم والشؤون العامة بممثلي المجتمع المدني، وتعاهد على أن يكون هذا الاجتماع مقدمة لاجتماعات ميدانية أخرى، تجد الحلول الناجعة والتي تعود بالفائدة تجاه المرضى ..ليفتح الطريق الوطني رقم 11 في حدود الساعة الـ16:00 مساء بعد غلقه منذ الصباح.
المدير بن بلوط حميد يهاجم بالنقص الفادح للأطباء والفرع النقابي يدافع بمجهودات الإدارة لإيجاد الحلول
مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية بسيدي غيلاس “بن بلوط حميد”، تحدث لشرشال نيوز على هامش الاحتجاج الذي عرفه محيط المستشفى، مؤكدا النقص الفادح للأطباء في مجال طب النساء والأطفال، وأن القرار الأخير مسّ المناوبة فقط وليس المصلحة كما يتحدث البعض، “فالطبيبة تمارس نشاطها بشكل عادي داخل المؤسسة، وعند انتهائها من فترة عملها تبقى قائمة مريضاتها طويلة ما يستدعي توجيههن إلى القليعة، بعد إدماج طبيبتي المناوبة هناك وكذا نقل مصلحة الأطفال للتكفل الجيد بالمواليد الجدد جهاز الاشعة غير معطل وعندما يكون الطبيب المختص في عطلة ليس هناك من يقوم بتعويضه”، منوّها خلال الاجتماع المنعقد بقاعة المحضرات بهذه المشكلة المطروحة حسبه وطنيا وليس في سيدي غيلاس فقط، وأن أبواب المؤسسة لم تغلق يوما في وجه المواطنين، أما فيما يخص قضية عضو المجلس الشعبي البلدي الذي تعرّض لحادث مرور فإن حالته لم تكن تستدعي تدخلا مستعجلا، وقد أجريت له عملية جراحية البارحة وهو في صحة جيدة.
فيما تحدث الفرع النقابي مدافعا عن قرار غلق الباب الشرقي للمستشفى بسبب الفوضى التي تشهدها مصلحة الاستعجالات، جراء الدخول العشوائي للزوار وللتلاميذ المتوجهين عبرها إلى مؤسساتهم التعليمية، في وجود المرضى ما يجعل الحابل حسب رئيسة الفرع يختلط بالنابل، قرار احترازي اعتبره ممثلو المجتمع المدني بالخاطئ في وجود أعوان الأمن المكلفين بالحراسة.
بلدية سيدي غيلاس لم تعش هاته الأجواء منذ سنوات
سنوات لم تعش بلدية سيدي غيلاس هاته الأجواء الممزوجة بقطع الطريق الوطني رقم 11، وغلقه لم يكن حسب العقلاء في مخطط المحتجين، إلى غاية ظهور مدير المستشفى “بن بلوط حميد” حين وصفوا تدخله بالمستفز لهم، وكذا تأخّر مسؤولي المصالح المعنية في القدوم لمعاينة الوضع، قبل أن يتخذوا قرار غلقه اضطرارا وبشكل يخرج المعنيين من مكاتبهم، فلا صوت يعلو فوق صوت انجاز أثلج صدور المعتصمين، ودفع السلطات الولائية للاستجابة لمطالبهم عبر مناقشتها وتسجيلها ونقلها للإدارة الوصية، كما عرف الحدث اتصال الوالي “موسى غلاي” بمدير ديوانه للاستفسار عن الوضع القابل للحل، في انتظار تحديد موعد يكون فيه مدير الصحة والسكان أبرز المعنيين في أجل أقصاه 48 ساعة.
سيدعلي هرواس