قدّم درسا في النظافة و على المباشر: لاجئ صغير يقوم بحملة فردية لتنظيف حدود مسجد الرحمن بشرشال وينال ثناء المواطنين

عاد اللاجئون الماليون ليرسموا وجودهم بقوة في مدينة شرشال هروبا من واقع أليم تعيشه بلدانهم، متخذين من الأرصفة ملاذا آمنا ومكانا لجمع دراهم معدودات تسدّ رمق أبنائهم الصغار الذين تمكنوا في ظرف وجيز من خطف الأنظار، بانتشارهم على طول وعرض شوارع المدينة أين ينشطون مع صبيحة كل يوم، بهدف استهداف جيوب الراجلين و الركاب في الحافلات المتوقّفة.
في ظل هذه الظروف المزرية استغل طفل صغير ينتمي إلى هؤلاء غياب والديه صبيحة هذا الاربعاء 18 ماي، لتجسيد نصائحهما في الميدان حرصا منه على نظافة حدود مسجد الرحمن، فراح يمسك بورقة لأشجار النخيل مستعملا إياها كمكنسة لتنظيف المكان من أوراق الأشجار، فقدم درسا ميدانيا للمارة و لكبار السن حول موضوع الثقافة البيئية، في وقت لم يتجاوز عمره الخمس سنوات.
هي ابتسامة بريئة خصّ بها شرشال نيوز عكست رضاه التام بالقضاء و القدر، فتعلم الصبر والاجتهاد والطاعة والحفاظ على المحيط في سن مبكر، واضعا دموع حزنه جانبا و محاولا نسيان أنين بطنه الجائعة، من خلال الاهتمام بمنظر بيت الله إلى حين عودة أمه، فأثنى عليه كل من رأى هذا المشهد احتراما و تقديرا لسلوكه الحضاري.
سيدعلي.هـ