X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

تستهدف الجيوب أكثر من العقول قبل أيام عن الامتحانات الرسمية !: الدروس الخصوصية بتيبازة تستقطب التلاميذ وتدفعهم لترك مقاعدهم البيداغوجية

bac-tipaza

بدأ العد التنازلي لامتحان شهادة البكالوريا لعام 2015/2016، و بدأت معه قلوب التلاميذ  المقبلين عليه في الخفقان خوفا من أية إخفاق سيكون ثمنه إعادة السنة، الأمر الذي دفعهم في الفترة الأخيرة إلى مضاعفة الجهود بالاعتماد على الدروس الخصوصية لفهم المواد الأساسية، مخصّصين أوقات لذلك تكون مكملة للبرنامج المزاول في مؤسساتهم التربوية، قصد عدم ترك المجال للصدفة عند الشروع في الإجابة على الأسئلة الرسمية  للامتحان  بشعار “الوقاية خير من العلاج”

الدروس الخصوصية تجاوزت حدود التعليم الثانوي وصولا إلى تلاميذ الابتدائي و المتوسط على اختلاف مستوياتهم بشرشال، و تحت إشراف أساتذة قيل عنهم أنهم مختصين في اصطياد التلميذ ودفعه عنوة  للتقدم بحثا عن مسكّنات لتغطية النقص الذي يعرفه في بعض المواد… موضوع كثر الحديث عنه في الفترة الأخيرة حيث أصبحت دروس الدّعم متنفس التلاميذ وتبعث بنوع من الارتياح في نفوس الأولياء.

وزيرة التربية الوطنية السيدة “نورية بن غبريط” شنّت في وقت سابق حربا على الدروس الخصوصية، من خلال تنصيب لجنة عمل لإيجاد الحلول التطبيقية لمكافحة هذه الظاهرة داعية الأساتذة و المسؤولين و الأولياء إلى التنسيق لاقتراح حلول ميدانية للقضاء عليها، شرشال نيوز اقتربت من بعض ممثلي الأسرة التربوية الذين اختلفوا في أرائهم بين محمّل المسؤولية للأولياء و للأساتذة، و بين مؤكد أن هذه الدروس أصبحت فرصة لهروب التلاميذ عن أعين الأولياء، ووسيلة لبعض الأساتذة لجني الأموال من جهة أخرى، و بينهما مؤشرات توحي بأن الأمر يتعلق بتكوين جيل يعتمد بشكل كلي على دروس ينتهي مفعولها  بفعل النسيان أو بانتهاء الاختبار.

الأولياء الذين تحدثنا إليهم لم يترددوا في توجيه أصابع الاتهام لبعض الأساتذة العاملين في المؤسسات التربوية، بسبب السياسة التي ينتهجونها مع اقتراب موعد الامتحانات الفصلية، “هناك أساتذة يختارون أسئلة الاختبارات بالتنسيق والتواطؤ مع التلاميذ المزاولين للدروس الخصوصية ومفتاح النجاح مرهون بانضمام التلميذ إلى هؤلاء!”، و الحديث هنا …عن معدلات خيالية قياسية حوّلت الجاهل في فترة قصيرة إلى عالم من علماء الجزائر ! و إيهام الجميع بان دروس الدعم هي التي تصنع مستقبل التلاميذ،  أما قياس مستوى العلمي فهو من اختصاص امتحان شهادة التعليم الابتدائي و المتوسط و البكالوريا.

الجيوب أصبحت مستهدفة أكثر من العقول، و الأدهى من ذلك أن التلاميذ أصبحوا يغيبون عن مقاعدهم البيداغوجية، لتكون دروس الدعم كحل بديل عنها وهو ما أكّده الكثيرون منهم، إلا أنهم في ذات الوقت أبدو تحسرا كبيرا للمبالغ الكبيرة التي يدفعونها نظير ذلك، أين يصل ثمن الحصة الواحدة ما بين 300 إلى 350 دج، أي أن المواظب عليها يدفع أكثر من 2000 دج شهريا، مع تسجيل تركيز الأساتذة على ضرورة دفع الثمن قبل الانطلاق في شرح الدروس

                                                                                                        سيدعلي.هـ