وزارة الثقافة مطالبة بالتدخل قبل انطلاق أشغال ميناء شرشال بالحمدانية: 24 مدفع قديم وموقع أثري مصنف وطنيا عُرضة للاندثار

تُصنِّف وزارة الثقافة الآثار الموجودة بالحمدانية بشرشال تحت رقم 008/42 وبعنوان” أطلال رومانية برأس المدعو الجزر الثلاثة”، هذا التصنيف يضع هاته الآثار ضمن قائمة المواقع التي تُلزم الدولة على حمايتها كجزء من الذاكرة الوطنية.
ومع انطلاق أشغال الميناء التجاري الجديد بالحمدانية سيكون هذا الموقع عُرضة للتّلف، وبالتالي سنكون قد فقدنا جزءا من الموروث المادي الذي يُعدّ ملكا للمجموعة الوطنية حسب ما تنصّ عليه الأدبيات الرسمية.
وفي سياق متّصل، يعلم العديد من أبناء المنطقة خصوصا المهتمين بالآثار أو بالشريط الساحلي لمنطقة شرشال بوجود مدافع قديمة في البحر، والتي تُشكّل هي أيضا جزءا من تاريخ المنطقة، وكانت جمعية المعارف أول من حاول لفت الانتباه لهذه المدافع ودفع السلطات للاهتمام بها إلا أن لا أحد استجاب لهذا المطلب الثقافي النبيل.
ويُشير بحث جامعي لأحد المختصين في علم الآثار من شرشال إلى وجود 24 مدفعا على بعد خمسمائة متر غرب قمة الرأس الأبيض شرق مدينة شرشال، وعلى بعد 150 متر من الشاطئ، وحسب ما توصل إليه هذا البحث فإن هذه المدافع تعود إلى الفترة العثمانية حيث كانت الملاحة البحرية ناشطة على الساحل الجنوبي للمتوسط.
بالرغم من المحاولات المتكرّرة للعديد من النشطاء إلا أنّ السلطات المعنية بالقطاع لم تُحرّك ساكنا، ولم تولي هذا الموضوع أدنى أهمية، كون تلك المدافع قابعة تحت البحر بعيدة عن الأنظار، أما الآن فهي عُرضة للتّلف النهائي، أفلم تَحن الآوان للسلطات أن تتدخل لإنقاذ هذا الموروث، ونقله إلى جهة يُحفظ فيه وجوده؟ وإن صحّت الطروحات المُتداولة أفلا يمكن للحصن التركي أسفل الساحة الرومانية بشرشال أن يُهيّأ لاحتضان هذه المدافع وتشكيل متحف على الهواء الطلق تخليدا لمرحلة حاسمة من تاريخ المدينة وتاريخ الجزائر..؟؟ كما أنّ شرشال تحتوي على الكثير من المختصين في علم الآثار، يمكن استشارتهم لايجاد حلول من شأنها المحافظة على الموروث الثقافي والتاريخي للمدينة…
ش.ن