بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي و بحضور والي الولاية: تيبازة تحيي اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة…تكرّم المعاقين…وتستنطق جوارحهم !

عاش دار الشباب بتيبازة صبيحة هذا الاثنين 14 مارس أجواء رائعة، صنعها المعاقون على اختلاف إعاقاتهم و المدارس التي ينتمون إليها، و المناسبة … اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، انصهرت فيه كل الفوارق الاجتماعية و تجسّدت بدلا عنها ملامح التضامن و التكاتف مع شريحة تعاني في صمت، و تتمنى أن توجّه إليها الأنظار من خلال توفير كل ما تحتاجه لمقاومة ظروف المعيشة الصعبة، خاصة القاطنين في الأماكن النائية و لم يسعفهم حالهم للحضور و إحياء هذه المناسبة.

ذوو القدرات الخاصة توافدوا تباعا إلى مسرح الحدث “دار الشباب” بتيبازة، و هنا…كانوا على موعد مع لحظات استثنائية تحت رعاية والي الولاية السيد “عبد القادر قاضي”، و بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي، التي فتحت للمعاقين المجال لإحياء هذا اليوم، بنشاطات مختلفة ومعرض لمختلف الصناعات التقليدية، و بمشاركة واسعة للعديد من الجمعيات الناشطة بالولاية و الأسلاك الأمنية و الحماية المدنية، ومدراء مراكز تكوين المعاقين بالولاية مع تسجيل حضور أخصائيين نفسانيين و أساتذة.

 والي تيبازة يكتشف المعرض عن قرب و يشارك المعاقين فرحة يومهم الوطني

 المعرض الذي أقيم بدار الشباب بتيبازة، تكفّل به ذوو القدرات الخاصة وأثبتوا من خلاله أن المعاق لم يكن يوما فردا عاجزا، و إنما صنع من إعاقته انجازات و يطمح للوصول بها إلى أعلى المراتب، والي ولاية تيبازة و بعد وصوله إلى عين المكان، مرفوقا بمدير النشاط الاجتماعي و الأمينة العامة للولاية و رئيس المجلس الولائي و رئيس بلدية تيبازة، و العديد من الإطارات و الشخصيات المعروفة بالمنطقة و رؤساء الجمعيات، راح يتابع عن قرب ما صنعته أيدي المعاقين و المكفوفين، موجها لهم كلمات تشجيعية رسم بها البسمة في وجوههم.

      ذوو الاحتياجات الخاصة يلهبون قاعة المحاضرات  

بعدها كان التوجّه مباشرة إلى قاعة المحاضرات بدار الشباب، التي امتلأت عن آخرها بالمعاقين رفقة عائلاتهم، الذين انتظروا بفارغ الصبر لحظة تكريمهم من طرف المسؤول الأول عن الولاية، بكراسي متحركة بمختلف الأحجام و نظارات و غيرها، جوائز تم استلامها وسط فرحة كبيرة لم يكن اللسان كافيا للتعبير عنها، فتأثر لها الفؤاد و دمعت لها الأعين وهم يشاهدون أطفالا صغارا يعتلون الكراسي المتحركة بدلا من المنصة للتكريم، و الحائل…باب للإعاقة كتب له القدر أن يبقى مفتوحا و أن يغلق بإرادة الله.

وبعد أن ألقى مدير النشاط الاجتماعي كلمة افتتاحية مهنئا المعاقين بهذا اليوم، و معرجا في الوقت ذاته على الاهتمام الكبير الذي يوليه والي الولاية لهاته الشريحة، ليفتح المجال لشباب المركز النفسي بدواودة و أطفال المركز النفسي ببوسماعيل، من إتحاف الجمهور بكلمات ثورية تحدثت عن الشهداء، و أوبرات فريدة من نوعها صفق لها الجميع بطريقة هستيرية.  

  معاقو بلدية شرشال يستمتعون ويوجهون رسالة شكر لرئيس البلدية و الدائرة

 الحدث عرف مشاركة جمعية الجمال لذوي الإعاقة بشرشال و التي يترأسها السيد “بلعيد فركي”، و مكّنت معاقي المدينة من المشاركة في هذا الحفل و تحصلت على كرسي متحرك، أين كانت سعادتهم لا توصف أثناء نزولهم من الحافلة التي خصّصتها البلدية لنقلهم، مغتنمين فرصة وجود شرشال نيوز لتوجيه رسالة شكر لرئيسي دائرة و بلدية شرشال و كل أعضاء المجلس الشعبي البلدي، على الإمكانيات و التسهيلات التي وفروها لهم لإنجاح المبادرة.

اللاعبون القدامى للمنتخب الوطني عالجوا الإعاقة بالكرة !

 لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا أمثال “جمال مناد” و علي بن شيخ” و غيرهم كانوا أوفياء للنداء، فكانوا حاضرين و مرفوقين بقناة الهداف و مدير تحريرها “رضوان بوحنيكة”، الذين أرادوا من خلال خرجتهم الإنسانية معالجة الإعاقة بالكرة، فشاركوا ذوي الاحتياجات الخاصة فرحتهم الوطنية و ساهموا لدقائق في كسرهم لهذا الحاجز، بصور تذكارية تركت انطباعا حسنا لديهم.

 “حليم المشاكس” و “عزيز” متّعا و استمتعا…جلب الأنصار ووجها إليهما الأنظار

لا يختلف اثنان بمدينة شرشال على أن وجود “حليم” في المناسبات خاصة الرياضية منها، أمر  مفروغ منه و لا يمكن التفاوض فيه حتى و أن كان جلوسه بالمدرجات رفقة الأنصار، اليوم الوطني للمعاق أراده رئيس النجم الرياضي الشرشالي السيد “ميلو عبد القادر، أن يكون استثنائيا بالنسبة لنجوم المدينة، أين قام بتنصيب “حليم” قائدا يعمل على قيادة فريقه للفوز على رفاق “علي بن شيخ”، و منه الحصول على ضربة جزاء خرافية خيالية، تحت إشراف حكم لا يظلم عنده معاق.

“حليم و عزيز” صالا و جالا القاعة المتعددة الرياضات، و جلبا إليهما الأنصار قبل الأنظار، أين تنقل البعض من لاعبي مولودية شرشال لكرة القدم “حمون العربي” و “عاشور عبدوني”، لمتابعتهما عن قرب و تشجيعها، كيف لا و الأمر يتعلق هذه المرة بقطعتين أساسيتين البهجة و الفرجة مضمونتان معهما.

“ميلو” تجند جيدا لهذه الموقعة و جنّد معه فريقه المفضل، بنصائح و توجيهات كانت تتساقط على زملاء “حليم” كالمطر في القاعة فتسلح بسلاح الرياضة، أما الكرة… فأرادها أن تكون ذخيرة في شكل طلقة يعالج بها شبح الإعاقة…، و هو الذي أكد في العديد من حواراته أن سر تعلقهم به يكمن في الحنان و العطف الذي يوفره لهم، مؤكدا عزمه على مواصلة سلسلة وقفاته التضامنية لأجل ذوي القدرات الخاصة.

                                                                                                سيدعلي هرواس