لا غالب ولا مغلوب في دربي الأشقّاء: مولودية شرشال لكرة القدم تفرض التعادل على اتحاد سيدي غيلاس و بطاقة حمراء للجماهير

عاش الملعب البلدي بسيدي غيلاس أمسية هذا الجمعة 4 مارس، أجواء استثنائية، والمناسبة مباراة الداربي بين الجارين مولودية شرشال و مضيفه الاتحاد، و هي المواجهة التي انتظرها طويلا عشاق الكرة المستديرة، خاصة و أن الجماهير الشرشالية انتقلت خصيصا لمساندة فريقها لخطف النقاط الثلاث.
دربي الأشقاء انطلق في المدرجات قبل أرضية الميدان، من خلال الرقص على وقع شعارات وأنغام لا يعرفها إلى كل مشجّع لاتحاد سيدي غيلاس، و التي امتزجت بالألعاب النارية إذانا ببداية لقاء مثير يصعب التكهن بنتيجته إلى غاية صافرة النهاية، و هنا …كان لابد لعناصر الشرطة أن ترسم وجودها على الحدود الداخلية و الخارجية للملعب، تجنبا لحدوث أية احتكاك تكون عواقبه جسيمة نظرا للحساسية التي يولدها سحر الكرة بين الجماهير.
اندفاع بدني كبير…و احتكاكات مكهربة بين اللاعبين …و بينهما ملامح روح رياضية
مباشرة بعد إعلان الحكم لبداية المواجهة بين المولودية و اتحاد سيدي غيلاس، دخل الفريق المضيف بالضيوف مباشرة في صلب الموضوع، بهجمات متتالية تحت درجة حرارة ربيعية عالية، و فوق أرضية ميدان ترابية صعية والساقط سيدفع حتما صحته ثمنا للسقوط عليها، أين صعبت مهمة اللاعبين في المراوغة و تجسيد فنياتهم الكروية.
الاتحاد دخل الموقعة مسلحا بعاملي الأرض و الجمهور، بهدف افتكاك النقاط الثلاث وردّ الصاع صاعين للخسارة القاسية التي مني بيها في مباراة الذهاب، أما لاعبو المولودية فأرادوا مباغتة زملاء المهاجم “بدونية ابراهيم” في عقر دارهم، و العمل على استغلال كل الهفوات الدفاعية التي من شأنها أن تفتح لهم الطريق مباشرة إلى المرمى.
الشوط الأول انتهى على وقع اندفاع بدني كبير و هجمات مرتدة كادت أن تثمر على أهداف لصالح الاتحاد، لولا براعة و يقظة الحارس المتألق “أمين عبدي”، الذي راح يشحذ زملاءه بعد كل ارتماء لصد الكرة، بهدف الرفع من معنوياتهم و دفعهم للأمام، مع تسجيل رد محتشم لممثلي الكرة الشرشالية.
الشوط الثاني ينطلق وسط توتر كبير من طرف القائمين على الفريقين
شوط ثاني لم يختلف كثيرا عن مجريات المرحلة الأولى من مواجهة الأشقاء، وسط توتر كبير من طرف القالئمين على شؤون الفريقين من مدربين و مسيرين، الذين عاشوا الحدث تحت ضغط كبير من طرف الجماهير
مشجعو المولودية اشتعلوا غضبا على قرارات الحكم التي وصفوها بالمتحيزة، مواصلين تشجيعهم لزملاء المهاجم “عبدو سيدعلي”، ليعلن الحكم نهاية المقابلة تحت رداء نتيجة بيضاء لم تكشف هوية الفريق الفائز، إلا أنها فتحت باب العداء بين الأشقاء.
الجماهير تقع في المحظور…تعلن حرب الشوارع…و تثير الهلع في أوساط المواطنين
وقع ما لم يكن متوقعا في المواجهة التي جمعت بين الغريمين المولودية و الاتحاد، عندما تجاوزت الجماهير حدود التشجيع وصولا لحرب الشوارع، صافرة النهاية كانت بمثابة بداية مسلسل عنوانه الروح القتالية، التي بدأت ملامحها تظهر أثناء المقابلة، حينها بدأ مشجعو الفريقين يتفاعلون مع كل احتكاك بين اللاعبين يستحق معاقبة الحكم، ليختلط الحابل بالنابل تبادلا للسب و الشتم.
الشارع الرئيسي لبلدية سيدي غيلاس تحول بعد نهاية المواجهة إلى مكان خطير، بسبب الرشق بالحجارة بين الجماهير الغاضبة، التي راحت تقتنص كل مشجع شرشالي لم يعرف كيف يرد كرم الضيافة حسب رأيها، فراح الجميع يسرع وراء الآخر تحت أنظار المواطنين و مستعملي السيارات الذين عبروا عن سخطهم الكبير لما حدث، متحسرين لواقع الرياضة بالمنطقة و هو يلامس الحضيض.
سيدعلي.هـ