الشاعرة الصاعدة زينب بوزيد لـ”شرشال نيوز”: “موهبتي ولدت في الجامعة ورحمُها الظروف التي مرَرت بها”

شاعرة في مقتبل العمر، شقت طريقها بقصائد وأبيات شعرية فجرت مكنوناتها بتوفيق من الله وتوجيه ومرافقة من أستاذتها بمجرد التحاقها بمقاعد المركز الجامعي مرسلي عبد الله بتيبازة…كلها ثقة بنفسها وإصرار على الذهاب بعيدا في بحور الشعر ونظم القوافي…
شرشال نيوز كان لها هذا الحوار الشيق مع الشاعرة زينب بوزيد…
في البداية، من هي زينب بوزيد؟
*زينب بوزيد طالبة جامعية في السنة الثانيةماستر، تخصص نقد حديث ومعاصر، تنحدر من بلدية أحمر العين…
متى اكتشفت موهبتك مع الشعر ؟
لم أكتشف نفسي إلا مؤخرا أي منذ التحاقي بالمركز الجامعي مرسلي عبد الله، وقبل هذا لم أكن أعتبر نفسي لا كاتبة ولا شاعرة وإنما مجرد طالبة علم تتلقى الدروس وتبحث فيها وفقط.
من ساعدك على ذلك؟
بعد متابعتي عن كثب للعديد من الكتاب عبر مواقع التواصل الإجتماعي واطلاعي على أدق التفاصيل و عند قراءتي لمنشوراتهم، بت أرد عليهم عبر التعليقات حتى أعجبوا بها، واعتقدوا أني شاعرة أو كاتبة متمرسة….
وهكذا حتى تعرفت على أستاذتي فايزة حلاق التي شجعتني ورمت بيدى الى طريق الصحيح ومكاني المناسب.
وهل كان للظروف التي عشتها وعايشتها دور في بروز موهبتك وتفجيرها؟
لايخلو الحرف من قسوة الأيام ومرارة الحياة… ولكن الموهبة ولدت في الجامعة ورحمها الظروف التي عشتها وعاشها غيري..
بمن تأثرت من الشعراء ؟
يرتبط اسمي بـ” نازك الملائكة “
لماذا؟
لأنني تأثرت بما فعلت وليس بما كتبت
فقد أعجبتني جرأتها عندما حطمت قيود الشعر المبني على الوزن والقافية ورتبت قصيدة “الحرة” التى نسبت لها
فأردت أن أفعل شيئا مثلها…
أي صنف من صنفي الشعر تفضلين؟
أحب كلا الصنفين، الشعر القديم الذي أفادني في الفصاحة وقوة الكلمات رغم صعوبته خاصة في الفهم الذي أعتبره كمتاهة.
وأما الجديد وهو الشعر الحر فأعتبره مصدر إلهام لاستنباط الأفكار ليس للكتابة فقط وإنما من حيث تغير شكل القصيدة والتجديد فيها وكذالك المواضيع المواكبة للبيئة المستقر فيها.
أي نوع من أنواع الأجناس الأدبية يستهويك بعد الشعر؟
تستهويني جميع الأجناس دون تمييز، فقلمي يعتبرهم كأبنائه، حيث يأتي الشعر في المقدمة ، تليه الرواية…فهذه الأخيرة أفضلها ليس لأنها عالمية لا بل لأنها وعاء تصب فيه جميع أنواع الأجناس الأدبية.
ما أحب الدواوين إلى زينب الشاعرة؟
حاليا تعجبني دواوين الشعراء المعاصرين الذين أستطيع أن أتواصل معهم من أجل مناقشتهم ، فأقلام الشباب الجزائري في مجال الشعر لايستهان به والأيام ستبرهن ذالك…
لا شك ان كل تجربة أليمة تترك جرحا في نفوسنا، هل عاشت زينب تجارب خاصة رسمت معالم قصائدها ورتبت أبياتها الشعرية؟
أكذب إن قلت أنني لم أعش، عشت الكثير في فترة زمنية قصيرة
صحيح أن الآلام تفاقمت حولي ولكنني بقيت دائما وأبدا متمسكة بخالقي الذي يعطيني جرعات الأمل التي بدورها تنعكس على أشعاري التى أكتبها بدايتها ألم وختامها أمل..
هل تعتقدين ان الشعر كجنس أدبي فقد بريقه أم أنه منافس قوي يصمد أمام كل الظروف؟
في رأيي لازال يقاوم بصمت ولازالت المحاولات مستمرة في إعادة قيمته السابقة في ظل وجود شعراء كثر
متجهين اليه ومجتهدين في كتابته ،فستأتي لحظة ندرك فيها قيمته
هل تجزمين أن المدرسة والمعلم هما حجر الزاوية لتفجير اي موهبة أدبية؟
بالنسبة لي، فإن موهبتي ظهرت في حضن الجامعة والمعلم ولكن توجد مواهب مكتشفة مبكرا وذلك من متابعة للأهل كما أن هناك مواهب بالفطرة
كثيرون كتبوا الشعر ونظموا القوافي، لكنه غير كاف لولادة شاعر، في اعتقادك من هو الشاعر؟
الشاعر الحقيقي هو الذي يشعر ويشعر
الذي يكتب بحرف بعيد الأفق
يشمله ويخص غيره..تبقى وجهة نظري…
من هم الروائيون الذين تقرئين لهم وتستلهمين منهم؟
في أي جنس أدبي أفضل القراءة للمعاصرين والشباب خاصة ليس تكبرا فأنا
أقرأ ولكن دائما أحاول تجنب التأثر بهم خوفا من الوقوع في التقليد…
وهل سنقرأ يوما ما للشاعرة زينب ديوانا؟
إن شاء الله وكلي ثقة بقلمي الذي ان يتوقف مداده عن الكتابة فيدي لاتمل وحروفي لاتكل..
سأكتب دواوين ان شاء الله وكل ديوان يحمل فكرة..
حدثينا عن أهم إصداراتك الشعرية السابقة..
أول تجربة كانت في كتاب جامع بعنوان نزيف القوارير بقصة صرخة أنثى… الصادر عن دار ومضة
كما شاركت في كتب إلكترونية كثيرة إلى أن طبعت في عام الكورونا ديوانا بعنوان “جزاء زائرة”الصادر عن دار الأنير
وهو عبارة عن مجموعة من القصائد التي كتبت بطريقة خاصة نوعا ما وهي المزج بين الشعر القديم والمعاصر والتي
أخذت الشكل الحر ووضعت له قافية وأسميتها بقصائد النغم والتي أخذت الإصدار المميز من قبل دار النشر …مواضيعها بين النفسية والإجتماعية كما أنها تنحصر بين الامل والألم وبين الفرح والحزن حدثينا عن العلاقة بين الدراسة والشعر
باختصار فإن علاقتي بدأت في السنة أولى جامعي، حيث أنه في حصة التعبير الكتابي، طلبت منا الأستاذة كتابة موضوع مرة كل أسبوع ولاحظت أنه كل ما أكتب يؤثر ذلك في المتلقى أي في زملائي سواء بالحزن لدرجة البكاء أو الفرح حتى الضحك، فقلت أنه مادام أنني أؤثر في الجميع فإني أستطيع أن أكتب…
وفي السنة الثانية في احدى المحاضرات حول النقد الحديث
حكت لنا الأستاذة قصة نازك الملائكة وقصيدة الكوليرا التى حطمت قيود الشعر فتأثرت بها وفي السنة الثالثة راودتني فكرة المزج بين صنفي الشعر
بتشجيع من قدوتي وأستاذتي حلاق فايزة وبفضل الله أولا وهي ثانيا حققت فكرة من أفكاري
كلمة أخيرة…
في الأخير أتقدم بالشكر الجزيل لك أخي بلال الأحول على الحوار الشيق وأشكر شرشال نيوز التي منحتني الفرصة والحيز ليتعرف علي أبناء ولايتي
كما أشكر أستاذتي فايزة حلاق التي لن أنس فضلها علي..
وأما الكلمة الأخيرة فهي لك أنت أختي ولك أنت أخي “لا تجعل من أحلامك مجرد خطط عالقة في الذهن، بل حاول حتى تصل …ابحث حتى تكتشف نفسك ولا تجعل الظروف عائقا لك ولا تربطها بالفقر وتقول لا أستطيع ثم تفشل
…فالفقر يصنع الأبطال وأنا منهم
حاورها بلال لحول