استغل فترة الحجر الصحي لتفجير طاقاته الكامنة: أنامل الفتى بن حاج جيلالي ياسين تبدع في الرسم والتشكيل

عالم الرسم والتشكيل هو عالم مليء بالذوق والفن الرفيع والحس المرهف والعطاء المتجدد، وها هو الفتى بن حاج جيلالي ياسين البالغ من العمر 16 سنة والمتمدرس في ثانوية بلعالية أحمد بأحمر العين يقتحم مجال الرسم من بابه الواسع بإبداع وموهبة قل نظيرهما.
ياسين، لم يلتحق يوما بدور الشباب ولا بأي ناد للرسم او ما شابه ولا ينشط في أي جمعية، حيث اكتشف موهبته وفجرها بنفسه في الرسم والتشكيل والمونتاج والتصميم خفية عن عائلته التي شجعته فيما بعد، وهو مولع بالألوان وبكل ما هو جميل.
ياسين الذي وجدناه منكبا على أوراقه البيضاء ليحولها في ظرف وجيز الى لوحات فنية رائعة، حول غرفته الصغيرة الى ما يشبه معرض للرسوم والفنون التشكيلية، مستعملا في ذلك السيالات واقلام الرصاص والأقلام الملونة والطباشير ومساحيق التجميل وحتى العقاقير وكل ما لا يخطر ببال احد من مواد من شأنها أن تحول الورق ناصع البياض الى لوحات في غاية الجمال.
يقول ياسين الذي اكتشفنا موهبته الفريدة من نوعها بمحض الصدفة في زيارة عائلية بمناسبة عيد الفطر المبارك: بدأت موهبتي منذ سنوات وتطورت خلال فترة الحجر الصحي المنزلي بسبب كورونا، كنت في البداية ميال للرسم كثيراً، ثم انطلقت نحو التشكيل بإمساك أقلامي ونسج لوحات جامدة سرعان ما تنطق ألواناً ومعاني، وهذا أمر في غاية الصعوبة والمتعة معاً.
وأضاف: يوما بعد يوم بدأ حبي لهذا المجال يزداد، فالتدريب الذاتي المستمر هو السر الأول الذي يجب علينا معرفته واتباعه إذا كنا نريد أن نصبح رسامين عالميين، فالرسم كأي شيء آخر كلما مارسناه تحسنت قدرتنا ومهارتنا أكثر، وحتى لو لم يكن لدينا الوقت الكافي، فإن الرسم لبضع دقائق فقط كل يوم على الأقل ضروري، ومع الوقت سنجد أننا نتعلم مهارات جديدة بمنتهى السهولة .
التوفيق بين الفن والدراسة اكثر ما يشغل بال والدته…
والدة ياسين المعلمة لعجال، حريصة على التوفيق بين موهبته والدراسة. وفي دردشة معها، قالت بأنها شديدة الحرص على تفجير طاقة ابنها في الرسم الذي يميل اليه كثيرا ولكن دون الانشغال عن الدراسة، خاصة وأنه في سنته الأولى ثانوي وهو في نصف الطريق للتتويج بالشهادات العليا.
حلم يراودني…
وأشار ياسين قائلا: حلمي ان التحق بمدرسة الفنون الجميلة، لكي يتسنى لي معرفة أشياء لا اتقنها ربما كالخزف والنحت والخط العربي، لاسيما وانني مولع بالرسم على الجدران والدهن.
وفي لقائنا الذي جمعنا به، اكتشفنا موهبته الفريدة من نوعها خاصة وأنه يختار لوحاته بعناية فائقة، فالرسم هاجس حقيقي وأزلي للفنان، وهو وليد لتجربته القصيرة التي بالامكان ان تتطور اكثر فاكثر..
وتواترت رسوم ياسين بين حب الوطن والانتماء إليه ومساندة القضية الفلسطينية والشغف بالرسوم المتحركة والطبيعة والحيوانات الأليفة وأخرى تعبر عن الخيبة والألم والامل والحسرة.
وفي هذا الصدد يبحث ياسين في شبكات التواصل الاجتماعي عن أساليب مختلفة تساعده في التطوير من رسومه للوصول إلى الأسلوب الذي يميزه عن غيره وكيفية استعمال أدوات وطرق شتى للإبداع في العمل الفني.وتسعى أسرة ياسين الصغيرة لأن يكون إنسانا ناجحا، فالأحلام ممكنة ولابد من أن تتحقق يوماً ما إن شاء الله.
ويبقى الفتى ياسين بحاجة لمن يهتم بتنمية مواهبه وتطوير قدراته وتحقيق طموحاته
وفي الاخير نقول ان الحياة لا تخلو من الصعوبات وطريق النجاح فيه العديد من العقبات، فلا توجد حياة ناجحة بدون تخطيط ناجح، ولا مستقبل زاهر بدون اجتهاد، فتعلم الفن يحتاج لصبر وتفان.
بلال لحول