المؤسسة الجزائرية للزرابي التقليدية بشرشال تغرق في الأوحال ومديرها يتحسّر على عدم زيارة رئيس البلدية للإطّلاع على حجم الكارثة

قصر الزرابي بشرشال، أو “دار الزرابى” كما يسميها أهل المدينة معلم ذو صيت عالمي، حيث يُعدّ من أقدم المؤسسات في مجال صناعة الزربية، تأسّس سنة 1908 كمركز للتعليم و التكوين في مجال طرز وصناعة الزرابي، لتُحوّل إلى مؤسسة مختصّة في صناعة أجود أنواع الزربية التي تُفرش في أعلى مؤسسات الدولة الجزائرية، وقد شاركت في عدّة تظاهرات وطنية وعالمية وحصدت العديد من الجوائز وكثيرا ما احتلّت الصادرة الوطنية في معارض ومسابقات هامة.

فهذه المؤسسة تصنع كل أنواع الزرابي التي تعرفها الجزائر، كما أنها تقوم بتكوين مختصين من مختلف ربوع الوطن، وبالتالي يمكن اعتبارها عاصمة الزربية الجزائرية، فمن المفروض أن تكون هذه المؤسسة ضمن المؤسسات الحسّاسة في مدينة شرشال، باعتبارها جزءا مهمّا من ثروتها التراثية المتعدّدة…

التحرير

هاهي المؤسسة الجزائرية للزرابي التقليدية بشرشال تجدّد العهد مع الأوحال و المجاري المعطلة، لتؤكد الأمطار الأخيرة التي تساقطت على المدينة حجم الكوارث الناتجة عن عدم الإسراع في تهيئة قنوات الصرف الصحي و مجاري المياه، الحاجز الإسمنتي المحيط بحظيرة السيارات بالمركز، تعرّض جزء منه إلى السقوط نتيجة لفيضان المياه الناتجة عن تعطّل إحدى المجاري المتواجدة أسفل المقبرة.

    المصلحة التقنية تتدخل بشعار “العلاج خير من الوقاية”

بعد أن عاش هذا الصرح فيضانا من الأوحال كلّل بسقوط الجدار الإسمنتي على ثلاث سيارات كانت متوقّفة بمحاذاته إضافة، إلى تسرّب المياه المختلطة بالتراب، لتتدخل المصلحة التقنية التابعة للبلدية مطلع هذا الأسبوع 25 اكتوبر، لتضميد الجراح و إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يعيد الطقس عرض درسه مرة ثانية بطريقته الخاصة، و بشعار “العلاج خير من الوقاية” من خلال تهيئة مجرى المياه المعطل بسبب الأتربة التي غطتها كليا، صعّب من مهمة المياه في التسرّب إلى قناة الصرف المتواجدة هناك.

مدير المؤسسة الجزائرية للزرابي التقليدية بشرشال و رئيس غرفة الصناعة التقليدية بتيبازة السيد “أبركان عبد القادر” يتحدث لشرشال نيوز عن الحادثة

هي مياه جارفة جرفت معها التراب و النفايات قادمة من أعالي الديانسي (حي ابراهيم عوداي) و النجد الجنوبي عبر مجاري مياه عشوائية، موزّعة إياها على طول و عرض المؤسسة التي غرقت بالأوحال،  في واقعة لم تشهد لها مثيل، خاصة و أن الدخول إلى المؤسسة لا يتجسّد إلا بوضع القدم في الوحل ما يؤكد ضرورة الاستنجاد بحذاء ذو كعب عالي للتمكن من قضاء حاجيات في مركز يلعب دورا فعالا في احتضان الكثير من المنسبات كالأعراس و الحفلات من جهة و الزرابي ذات الجودة الرفيعة من جهة أخرى، كما يعتبر وجهة للعديد من زوار المدينة خاصة الوفود الرسمية و الشخصيات البارزة في الدولة.

إلا أن الحادثة الأخيرة تأثر لها جميع القائمين على هذا الصرح، في مقدمتهم رئيس المركز السيد “أبركان عبد القادر” الذي أكّد في حديثه لشرشال نيوز أنها ليست المرة الأولى التي تغرق فيها المؤسسة في الأوحال، وان ما وقع في الفترة الأخيرة هو تجديد للعهد مع المعاناة متحسرا في الوقت ذاته عن غياب رئيس البلدية الذي لم يلقِ نظرة لتفقّد أحوالنا، “بداية نرحب بكم في المؤسسة الجزائرية للزرابي بشرشال.

شاهدتم الكارثة التي حلّت بنا، أوحال منتشرة هنا و هناك صعبت من مهمتنا في العمل و عمّقت من جراح المركز، ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها مثل هذه الأمور، الجدار الإسمنتي الساقط وضع اثر شكاوي عديدة للولاية و الدائرة، لنفاجئ في الأخير باقتحام الأوحال مركزنا ما أدى إلى سقوطه بعد سنوات من تشييده، حتى المعمل لم يسلم من ذلك فالمياه كانت تتسرب من كل مكان و العمال وجدوا صعوبة كبيرة في تقليص الأضرار”.

              ” رئيس البلدية لم يتفقد أحوالنابعد الحادثة و أنا متحسر لذلك”

تحسّر مدير المؤسسة الجزائرية للزرابي التقليدية بشرشال السيد “أبركان عبد القادر” بعد الحادثة التي وقعت بالمركز، متحسرا عن الغياب التام لرئيس البلدية الذي لم يسأل و لم يستفسر عن الحادثة على حد قوله، بعد ثلاثة أيام من المعاناة و لحسن الحظ كان هناك تحسن طفيف في الطقس و إلا لكانت الكارثة، “لم نتلقى أيّة زيارة من رئيس البلدية أنا حقيقة متحسّر لذلك، ما حدث كلّفنا مصاريف أخرى من خلال كراء جرار لإجلاء السيارات التي وقع عليها الجدار الساقط، حيث اجلينا ثلاث سيارات تأثرت بأجزاء إسمنتية سقطت عليها”.

       تكلفة المولّد الكهربائي للمؤسسة باهضة الثمن و الخطر يأتي من مجرى المياه المحاذي له

استغرب المسؤول الأول عن المؤسسة الجزائرية للزرابي بشرشال السيد أبركان عبد القادر، من الأشغال التي صاحبت انجاز ملعب بمحاذاة المركز، و الذي نتج عنه مجرى مياه يقود مباشرة إلى المولد الكهربائي العملاق، مؤكدا “أن الأمر يتعلق بجهاز باهض الثمن فمثل هذه الأمور تساهم بشكل مباشر في تعطله”.

                                                                                                      هـ.سيدعلي