بفضل تعاون أبناء حي 17 أكتوبر: مسجد حذيفة بن اليمان بشرشال يقترب من انتهاء أشغاله و صلاة الجمعة قد تنطلق قبل شهر رمضان

في وقت تشهد فيه العديد من مشاريع المساجد عبر كامل تراب ولاية تيبازة حركة بطيئة في البناء، خاصة مدينة شرشال الممثلة في مسجد الفرقان بتيزيرين و مسجد المهام وواد البلاع و غيرها من الأحياء التي لا تزال تطمع في مشروع يمكنهم من استدراك صلاة الجماعة في وقتها، يشهد مسجد حذيفة بن اليمان بحي 17 أكتوبر بشرشال تقدما ملحوظا في أشغال البناء، بالنظر إلى المجهودات الجبارة التي يبذلها القائمون على المسجد من اجل إنهائه في آجاله المحددة. فبعدما كان المشروع فكرة تدور في الأذهان، هاهي تجسد أخيرا في ارض الواقع أين استحسنها الجميع خاصة مواطني الحي، فكانت استجابتهم كبيرة كلما تعلق الأمر بالبناء الذي يحتاج إلى قوة بشرية كبيرة، شباب الحي رسموا لوحة فنية جميلة عكست التعاون و اللحمة المتماسكة بينهم خاصة عندما يتعلق الأمر ببيت من بيوت الله، و بحلم طال انتظاره كثيرا باختصار شديد “في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال” .
بالعودة قليلا إلى الوراء بالتحديد إلى سنة انطلاق انجاز المسجد، و ذلك عام 2009 بعد الحصول رسميا على الموافقة فيما يخص الاعتماد و القطعة الأرضية، شرشال نيوز اقتربت من القائمين على مسجد حذيفة بن اليمان بحي 17 أكتوبر 1961، أكدوا خلالها أن أشغال المسجد تقترب من النهاية و لم تبقى إلا بعض الرتوشات، ” انطلقنا في البناء بميزانية قدرها 20 مليون في أرضية صخرية صعبة، نشكر كثيرا البلدية على المساعدات التي قدمتها لنا منذ حصولنا على رخصة البناء، حصلنا على رخصة لجمع التبرعات مرة واحدة فقط، والولاية ساعدتنا على مرتين الأولى بـ 70 مليون و الثانية بـ 100 مليون، والحمد لله و بتوفيق منه تمكنا من تجسيده في الواقع بعدما طال انتظاره، و نشكر بالمناسبة كل من ساهم في انجازه من قريب و من بعيد خاصة رجال الخفاء و سكان الحي، حاليا الصلوات الخمس تكفل بها أستاذ متقاعد و أن شاء الله سنسعى قبل شهر رمضان الانطلاق في صلاة الجمعة و هذا مطلب مهم جدا“.
مواطنو الحي مرتاحون بعد تجسيد المسجد وسماع الأذان أفضل هدية للمواظبين على الصلوات
لا شك أن فرحة تشييد مسجد حذيفة بن اليمان لا تقتصر على مستعملي الطريق الوطني رقم 11 فقط، و إنما تتجاوزهم لتصل إلى عمار المسجد و هم سكان حي 17 أكتوبر 1961، حضورهم لتشييده كان استثنائيا، البعض يتكفل بحمل الاسمنت و الآخر بالحصى و غيرها من أشغال البناء التي اقتسموها، بهدف سماع صوت المؤذن ينادي للصلاة، بعض الجيران هناك تكفلوا بتهيئة مأدبة غداء على تلبيتهم لدعوة بيت الله، فحتى تلاميذ الطور المتوسط أرادوا إلا أن يشاركوا خوانهم في انجاز المسجد، حتى يبقى الأجر يصله ما دام الناس يصلون فيه، باعتبارها صدقة جارية ستكون شافعة عليه يوم القيامة مصداقا لقول النبي عليه الصلاة و السلام “ان مما يلحق المؤمن من عمله و حسناته بعد موته، علما علمه و نشره، وولدا صالحا تركه، و مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته و حياته يلحقه من بعد موته“.
أهمية المسجد تكمن في تمكين السكان هناك و المواطنين عموما من إدراك صلاة الجماعة، بعدما كانوا يضطرون للتنقل إلى المساجد الأخرى على مستوى المدينة كمسجد الرحمن و المسجد الكبير و المسجد العتيق، لتبقى مساهمة المواطن في تشييد المساجد أمر أكثر من ضروري.
هـ.سيدعلي