فيما يكتفي الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بالتفرّج على الوضع المخزي: مواقع أثرية بشرشال تتحوّل إلى غابات وأوكار للمنحرفين ومديرية الثقافة لولاية تيبازة مطالبة بالتدخل

تشهد عديد المواقع الأثرية بشرشال في الفترة الأخيرة حالة الإهمال واللامبالاة، ما جعلها نقاطا سوداء يشتكي منها المواطنون والقاطنون بمحاذاتها، فمنها ما شوّه صورة المدينة بعدما اكتست حلة النفايات والحشائش، وأخرى حوّلت لأوكار للمنحرفين خلسة أعين الناس…في غياب كلي لمديرية الثقافة لولاية تيبازة ومديرية المتحف الجديد الذي تقع تحت وصايته، لتصبح هذه المواقع مؤخرا بحاجة ماسة لرد الاعتبار من باب حملات تنظيفها، وإعطائها المنظر الذي تليق به وتشرف صورة العاصمة القيصرية “شرشال”، وواقعها المخزي رصدته شرشال نيوز في صور كارثية تستدعي تدخلا مستعجلا للمصالح المعنية.
الموقع الروماني “بلاد بوفاريك” المصنف وطنيا والذي يتوسط حي الشهيد “محمد عبدو” و حي “حمداني إبراهيم” بالناحية الغربية والمقابل لمحكمة شرشال، تحوّل جراء الإهمال واللامبالاة إلى غابة حقيقية لا ترى فيه إلا الأشجار والحشائش، أين تغطّت كليا الأجزاء المشكلة سابقا للمنازل والطريق الروماني آنذاك، لتبقى فقط بعض الأحجار شاهدة على واقع صرف النظر عن هذه المساحة التاريخية والتي تعود لحضارات تعاقبت على المدينة منذ قرون، ما جعل سكان حي حمداني إبراهيم يتخوفون مع حلول موسم الاصطياف، من أي اشتعال للنيران حالة مساسها بالحشائش اليابسة…ما يفتح الطريق أمام ألسنة اللهب للمنازل، داعين مديرة المتحف الجديد بصفتها المسؤولة عن هذه المواقع، للتحرك ميدانيا بقرار يقضي بحملة تنظيف واسعة لهذا الموروث، قبل حدوث مالا يحمد عقباه….
المقبرة الرومانية بحي المنطقة الصناعية بمخرج مدينة شرشال والمحاذية للطريق الوطني رقم 11، هي الأخرى تمّ وضعها في خانة المنسيات وتنظيفها هو من المشاريع المؤجلة لأجل غير مسمى، مشاهد مؤسفة رصدناها من داخل مقبرة يقابلها جسر روماني وعلى بعد أمتار معدودات من المجمع السكني “حمداني العربي”، نفايات وحشائش طغت عليها..ونقاط منها حوّلت للسهرات واحتساء أنواع المشروبات مادامت أبوابها مفتوحة للجميع !، فمدخلها الرئيسي تزين بمفرغة عمومية …في وقت لم تتجاوز فيه الإدارة الوصية حدود التفرج بكثير من التحسّر لدى سكان المدينة.
المسرح المدرّج بتيزيرين في شرشال….الى أين؟؟
موقع اثري آخر لا يخلو أهمية عن باقي المواقع المعروفة بشرشال العريقة، فالمسرح المدرّج بتيزيرين يعد واحدا من أكبر المسارح المدرجة من حيث المساحة، قبل أن تشوّه صورته بتحويله إلى ملعب لكرة القدم ومن ثمّ وكرا مميزا للمنحرفين وللزناة، فكل المؤشرات والمعطيات توحي بالتجاوزات الحمراء التي تحدث بداخله مرارا وتكرارا في غياب الرقابة ومديرية الثقافة لولاية تيبازة، رقابة دخلت في عطلة منذ مدة طويلة لتكون النتيجة نقطة سوداء يتخرّج منه أصحاب شهادات في سوء الأخلاق، بل عصابات تهدد بطريقة أو بأخرى كيان المجتمع، واستمرار الوضع المخزي لهذه المواقع الأثرية وغيرها بالمنطقة يستحق التكبير أربعا لوفاة قطاع الثقافة بشرشال، والتي تتواجد تحت وصاية الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، الذي يبدو أنّ أصداء المتحف الجديد لشرشال لم تصل إلى دار عزيزة بالعاصمة.. المطالبة بالتحرك بقرار، يقضي بتجسيد حملات تنظيف واسعة بهذه النقاط، والمحافظة على صورتها بتكثيف عنصر الحراسة والرقابة واستغلالها مستقبلا ضمن البرامج المسطرة لفائدة السياح وزوار المدينة…
سيدعلي.هـ