فيما انتقد الوزير الأسبق كمال بوشامة غياب السلطات المحلية لشرشال: الأستاذ يوسف شناوي ضيف المقهى الأدبي والمعالم التاريخية للمدينة تصنع اللقاء

تواصل جمعية بلومبرا بشرشال سلسلة ندواتها الثقافية في إطار برنامجها المسطر لفائدة الطبقة المثقفة بالمدينة، وتحت عنوان “المقهى الأدبي لمدينة شرشال” والذي عرف إقبالا مميزا للمهتمين منذ انطلاقه، بل لقي استحسانا كبيرا لدى شريحة تؤكد الحاجة الماسة لمثل هذه الجلسات الثقافية، التي من شأنها أن تمس مختلف المواضيع والنقاط الهادفة، خاصة ما تعلّق بالتاريخية منها .. أملا في تنوير العقول وتصحيح مسارها نحو ما يعود بالفائدة عموما، مجددة عبر هذه المبادرة دعوتها العامة للجميع دون استثناء، ومناقشة الأفكار المقترحة خلال المحاضرات المستعرضة من طرف الأساتذة والدكاترة المنشطين لها.
الدكتور..البروفيسور والمهندس “يوسف شناوي”، كان ضيف “المقهى الأدبي” بفندق سيزاري لمجمع نسيب أمسية هذا السبت 23 جوان، وبحضور مميز لأساتذة وباحثين يمثلون عديد المجالات، وسبق لهم أن ألقوا محاضرات بدعوة من القائمين على المبادرة، يتقدمهم الوزير الأسبق للشبيبة والرياضية “كمال بوشامة”، البروفيسور “احمد جبار”، الدكتورة “يامنة بحيري”، الدكتور بحيري، الأستاذ “عبد المجيد فنجال”، الكاتبة “نورة صاري”، الدكتور حلاق “بمعهد الآثار/تيبازة”، وغيرهم ممن لبوا نداء “المقهى الأدبي” رجالا..نساء وطلبة، في مداخلة أشرف عليها ابن العاصمة القيصرية وبعنوان “تاريخ شرشال من خلال معالمها التاريخية بين الحقيقة والأسطورة”، أما الاستثناء فكان حاضرا وعلى غير العادة ممثلا في الغياب الملحوظ للسلطات المحلية، عن حدث يهم شرشال وأبناءها بالدرجة الأولى…غياب تحسر له الحضور وانتقده بشدّة الوزير الأسبق “كمال بوشامة”…
الأستاذ بمعهد الهدنسة بالجزائر العاصمة “يوسف شناوي” أعرب في بداية تدخّله عن سعادته البالغة للدعوة التي تلقاها من طرف جمعية بلومبرا، ومنحه الفرصة لعرض مداخلة الهدف منها ترسيخ التاريخ العريق لمدينة مرّت بها عديد الحضارات القديمة، وتشتكي حاليا عزوف أبنائها عن البحث والتعمق فيها من باب التعرف عليها فهما وعلما، والمكتفين مؤخرا بالتفرج على الموروثات المحبوسة داخل المتاحف شكلا، دون الرجوع لتاريخها الذي يعود لعقود مضت، ليختار “تاريخ شرشال من خلال معالمها التاريخية” عنوانا ومحطة للذكرى والاسترجاع، مستدلا تدخله بالأرقام..الصور والإحصائيات بل مدعما إياه مسلطا الضوء على الحضارات والفترات التي مرت بها شرشال (الرومانية، الفينيقية، الاسبانية، الأندلسية والعثمانية)، وصولا لإبراز أهم المعالم التاريخية التي لا تزال إلى يومنا تاريخا عريقا يحتفظ به للأجيال، وأخرى تشتكي الجهل بها وتهميشها (سيدي ابراهم الغبريني، دار الغولة، المتحف االعمومي الوطني، سيدعلي الفركي، عود الرحبة، شنتوف اللويز، برج النابوط..).
محاضرة حملت معها كمّا هائلا من المعلومات الدقيقة والمتعلقة بالتاريخ العريق لشرشال، خاصة وأن البروفيسور “يوسف شناوي” عرف كيف يعود بالعقول إلى زمن الحضارات والموروثات الثقافية، فاسحا المجال لمناقشة ما طرحه من أفكار وتدخلات، وبأسئلة متنوعة زادت الحدث إثراء ..في حين يؤكد الوزير الأسبق للشبيبة والرياضة “كمال بوشامة”، أن “شرشال” كلمة بربرية مائة بالمائة بالنظر للبحوث التي قام بها سابقا، مثنيا على شخص البروفيسور “يوسف شناوي” مثله مثل باقي الدكاترة الباحثين، الذين انبهروا بتواضعه الشديد وطريقة إلقاءه للمحاضرة، معتبرين إياه مفخرة حقيقية لمدينة شرشال وسكانها، في حين بادلهم هو الآخر الشكر والتقدير نظير تلبيتهم للدعوة وحسن الإصغاء والانتباه، موجها جزيل شكره لسكان المنطقة ولوالدته التي وقفت إلى جانبه طيلة بحوثه وتحقيقاته، معترفا بفضلها..دعمها وتشجيعها لوصوله للمستوى الذي وصل إليه، قبل أن يتم تكريمه من طرف جمعية بلومبرا تقديرا وعرفانا لشخصه، مؤكدة حرصها الشديد على تنمية وترشيد الحس المدني في المجتمع، لتضرب موعدا آخر لعشاق المقهى الأدبي في الـ7 جويلية المقبل، بقاعة المحاضرات بمركز التكوين المهني والتمهين.
سيدعلي.هـ