السكان يشيّعون جنازة المرحومين وسط حشد غفير: حادث مرور مروع بواد البلاع بشرشال يودي بحياة شخصين قبل دقائق عن موعد الإفطار

شهد الطريق الوطني رقم 11 في جزئه الرابط بين مدخل مدينة شرشال (واد البلاع) و بين حي 17 أكتوبر 1961، حادثة مأساوية راح ضحيتها شابين اثنين في الثلاثينات من عمرهما قبيل دقائق معدودات عن آذان المغرب، أفراد عائلة الضحايا أفطروا على وقع فاجعة ألّمّت بهم في وقت كانوا يحضّرون للالتفاف حول مائدة الإفطار، ليتغير طعمها في اللحظات الأخيرة ليوم كان صيامه شاقا، و الحديث هنا ..عن هادم الملذات “الموت”.
“أ.عمر 32 سنة” و “د.سمير 31 سنة”…خطفهما إرهاب الطرقات موتا، فكانت سرعة السيارة ((kangoo كافية لوصولهما لحتفهما قضاء و قدرا و بينهما “لكل أجل كتاب”، السائق توفي لحظة الحادث أما الآخر فغادر الحياة وهو في المستشفى قصد تلقي العلاج الأولي، ليوارى جثمانهما التراب ظهر هذا الخميس 9 جوان وسط حضور كبير للمواطنين، في مشهد رمضاني مهيب تحت درجة حرارة عالية.
سكان أحياء كل من واد البلاع والنجد الجنوبي حضور جموع غفير لجنازة المرحومين، و منه تعزية أفراد عائلتيهما داعين المولى عز و جل أن يرزق أهليهم الصبر و السلوان و أن يسكنهما فسيح جنانه، و قبلها توافد عدد كبير لأصدقاء الفقيدين الذين تنقلوا لشرشال لحضور مراسيم دفن أشخاص سطروا برنامج زواجهما هذا الصيف إلا أن سرعة الموت حالت دون ذلك.
مباشرة بعد وصول جثمان المرحوم “د.سمير” إلى المقبرة الجديدة، حتى قام الشيخ “زواوي موسى” بإلقاء كلمة دعا فيها الحشد المتجمع إلى التحلي بالصبر واغتنام دقائق انتظار وصول جثمان “أ.عمر” في الذكر والاستغفار، مؤكدا أن الصديقان توفيا مع بعضهما وغسّلا مع بعض والصلاة عليهما ستكون معا، موجها تعليماته للمصلين بتسوية الصفوف لصلاة الجنازة…الابتلاء كان شديدا …و شدته تكمن في وقوعه خلال شهر رمضان المبارك، و قبل دقائق عن الإفطار ليتحدث الجميع عن وفاتهما صائمين.
والد أحد الفقيدين تحدث لشرشال نيوز وعاد بذاكرته إلى حيثيات الواقعة قائلا: “كانا في رحلة لمدينة بوفاريك (البليدة) لقضاء بعض المستلزمات الرمضانية، و خلال عودتهما فقد صديق ابني السيطرة على السيارة التي انحرفت وارتطمت بقوة في الشجرة، إنها مشيئة الله وسنتقبلها في كل الظروف”، ليشرع المواطنون بعد الانتهاء من مراسيم الدفن بتوجيه التعازي إلى أفراد عائلتيهما، باختصار…”إنا لله و إنا إليه راجعون”.
سيدعلي.هـ