بحضور نجوم المنتخب الوطني سابقا: سكان شرشال يرسمون البسمة في وجه “عمي الطيب” و ميلو عبد القادر يكسب رهان المبادرات التضامنية

عندما يجد الإنسان نفسه يعيش جنبا إلى جنب رفقة معاناة فرضها واقع اجتماعي تحت رداء “الفقر و الحاجة”، و بينهما ظروف صحية قهرية تستدعي معالجة الداء، حينها يكون واجب الالتفاف حوله تخفيفا و تقديرا على صبره و إيمانه الشديد بمشيئة الخالق في خلقه…
هو حال ابن مدينة شرشال “عمي الطيب” الذي استفاق منذ سنوات على وقع غياب ابتسامته قضاء و قدرا و الحائل…إعاقة حركية و ذهنية لابنته التي لم تستطع التحدث بلسان جوارحها، مكتفية بحركات فيها من معاني المعاناة ما فيها، فرفعت القبعات احتراما لوالدها الذي لم يفارقها يوما، مفضلا تنفس آلامها بدلا من آمالها، أما مستواه المعيشي المحدود… فحال دون تغطية حاجاته الضرورية في منزل جمع بين الفقر و الإعاقة تحت سقف واحد،
ليقف معه سكان المدينة صبيحة هذا السبت 4 جوان، وقفة تضامنية إنسانية بالملعب البلدي قائلين “لا تخبرونا بمعاناتكم فنحن أعلم بها منكم”، في مشهد عكس جو التلاحم و التكاتف بين أبناء الدار عندما يتعلق الامر بمثل هذه المبادرات، مقدمين دروسا ميدانية في الجود و الكرم و الإنفاق.
الحدث كانت بدايته فكرة صالت و جالت كثيرا في ذهن رئيس النجم الرياضي الشرشالي “ميلو عبد القادر”، فطرحها على أرض الواقع تنسيقا مع السلطات المحلية و القائمين على شؤون المولودية لاتخاذ كامل الإجراءات، قصد الشروع في معالجة وضعية “عمي الطيب” بطريقة كروية رياضية و بنكهة احتفالية لجمع الأموال اللازمة دعما له قبل شهر رمضان المبارك.
المبادرة عرفت حضورا مميّزا للسلطات المحلية ممثلة في رئيس الدائرة “السعيد أخروف” و رئيس البلدية “موسى جمال” و نائبه بالمجلس “فتحي مخطور” و كذا الأمين العام “هواجي مولود”، بالإضافة إلى إمام مسجد الرحمن “الشيخ بن عامر بوعمرة” و شخصيات رياضية معروفة صنعت مجد الكرة الجزائرية سابقا، أبرزهم “علي بن شيخ” و “سرباح” و “مغارية” و “عصاد” و المدرب الوطني السابق “عبد الرحمن مهداوي”، و غيرهم ممن أرادوا الاستجابة لنداء “ميلو عبد القادر” و لم تسعفهم الظروف للمجيء و مشاركة أبناء المدينة هذه المبادرة الخيرية، التي افتتحت صباحا بمباراة ودية بين أشبال مولودية شرشال و الاتحاد الرياضي لباب الوادي، قبل أن يفسح المجال لقدماء اللاعبين بالمدينة.
مقر الحماية المدنية بشرشال و بقرار من قائد الوحدة “براهيمي عبد الحكيم” الذي يؤكد من جديد، دعمه للحركة الاجتماعية والرياضية، فوفّر امكانيات الوحدة لصالح مبادرة رئيس النجم الرياضي، ككل مناسبة يستذكر فيها أبناء مدينته، فلقّبه برجل الإجماع و فتح له الأبواب لاستقبال ضيوفه المدعوين لتناول وجبة الغداء، مسطرين بعدها هدف الذهاب للملعب البلدي لمتابعة باقي المباريات المبرمجة.
و الحديث هنا عن رفقاء القائد “حليم المشاكس” الذي كان على موعد مع مواجهة استعراضية حاول خلالها خلق المتعة، رغم أنّه لم يحسن استغلال قرارات الحكم التي كانت منحازة إليه قصد تمكينه من توقيع أول أهدافه، ليتمكن في الأخير و بكثير من الجهد من حفظ ماء وجهه بهدف اسعد به مشجعيه بطريقته الخاصة، لينتهي اللقاء بحصول الفريقان على جوائز رمزية تكفل بتوزيعها عليهم المسؤول الأول عن هذا الحفل “ميلو” وسط أجواء مثالية.
“عمي الطيب” يدخل أرضية الميدان تحت التصفيقات و عيناه تمتلئ دموعا من شدة الفرح
هكذا دخل ابن مدينة شرشال “عمي الطيب” إلى أرضية ميدان الملعب البلدي، أين امتلأت عيناه دموعا و هو يرى ذلك الاهتمام الذي أولاه إياه سكان المدينة و لاعبي المنتخب الوطني سابقا رغم الحضور المحتشم للمناصرين، فكانت سعادته لا توصف و هو يسير رفقة من كان سببا في عودته إلى الميادين من باب وقفة تضامنية قادها “ميلو عبد القادر” و أشرف عليها أبناء المدينة.
شخصيات رياضية كثيرة تعاطفت مع قضية “عمي الطيب” و ابنته التي أرادت التعبير عن فرحتها، فخانها لسان نطقها مستنجدة بحركات يديها، في حين فضل والدها التصفيق إذانا بعودة سكة سعادته مجراها الحقيقي.
شرشال تكرّم لاعبي المنتخب الجزائري سابقا و ميلو عبد القادر يكسب الرهان
بعد نهاية اللقاء الذي جمع بين قدماء مولودية شرشال لكرة القدم مع لاعبين سابقين في المنتخب الجزائري، شرع القائمون على المبادرة في توزيع جوائز رمزية على المدعوين لإحياء حفل إنساني متواضع، كلّل برسم البسمة في وجه عائلة لا تزال أوضاعها المزرية تنخر جسدها في سكون، فاستحق كل من ساهم في ذلك بجائزة شكرا و تقديرا على قدومه و تلبيته للنداء.
رئيس النجم الرياضي الشرشالي” ميلو عبد القادر” خطف الأنظار و الأضواء، و جعل التاريخ يكتب صفحة جديدة حول واقع المبادرات الخيرية بشرشال، أين استطاع تحريك المجتمع بمختلف فئاته دعما للعائلات المحتاجة، فاسحا المجال لذوي القدرات الخاصة لمداعبة الكرة بأقدام أسطورية ! تخطئ المرمى و لكنها تصيب القلوب أهدافا و تحرّك الجوارح حركة تشجيعية، باختصار “ميلو كسب رهان المبادرات التضامنية “
سيدعلي هرواس