في وقتٍ تتبنى فيه الجزائر مشروع الجزائر الخضراء: قطع إجرامي لأشجار البلاتان بحي تيزيرين بشرشال والسّكان ساخطون

قامت مقاولة تهيئة الرصيف المقابل للمنشأة الثقافية بتيزيرين بشرشال ليلة هذا الأحد 23 مارس، بعملية نزع أشجار “البلاتان” التي يعود وجودها لسنوات طوال هناك، ولطالما كانت الواجهة الخضراء للمدخل الشرقي للمدينة، قبل أن تمتمد إليها أيادي الفساد في الساعات الماضية قطعا ونزعا بلا رحمة، ليتم مباغتتها ليلا بترخيصٍ من مقاطعة الغابات بشرشال، وسط تذمّر وسخط كبيرين للسكان، تجاه ما يحدث بالمدينة من قطع للأشجار، متسائلين عن دور السلطات المحلية في مثل هكذا تدخّلات حفاظا على الغطاء النباتي للمنطقة، خاصّة عندما يتعلق الأمر بأشجار زاد اخضرارها لسنوات مضت جمالها وحيويتها…
القطع الإجرامي للأشجار بمدينة شرشال يأتي في وقت تتبنى فيه الجزائر مشروع “الجزائر الخضراء”، الرامي والهادف تحت إشراف القائمين عليه، إلى غرس أكبر عدد ممكن من الأشجار عبر مختلف مناطق الوطن وعلى اختلاف أنواعها، والدعوة ككل مرة للحفاظ عليها قدر المستطاع، إلا أنّ بلدية شرشال تبّنت من خلال هذه العملية مشروع شرشال الصحراء!!، فحتى وإن تمّ غرس مكانها شجيرات أخرى بداعي توسعة الطريق وتهيئة الرصيف، فإنّه لا يمكن تعويض الدور الكبير الذي كانت تعلبه هذه الأشجار في تحقيق التوازن الإيكولوجي بالمنطقة، بغض النظر عن طابعها التزييني والحضري.
وبالعودة إلى ما قبل قلع أشجار البلاتان في حي تيزيرين بشرشال، وجب الإشارة إلى الوضعية المهترئة للرصيف الذي كان بحاجة ماسة إلى تهيئة من جهة، والمحاولات العديدة لممثلين عن المجتمع المدني من أصدقاء الطبيعة بالمدينة لوقف قطع أشجاره من جهة أخرى، والذين دعوا في مراسلات للجهات المعنية والسلطات المحلية، إلى عدم قطعها والحفاظ عليها كأشجار يعود وجودها من زمان، وبإمكانها البقاء لسنوات أخرى، إلا أن مراسلتهم ومحاولاتهم ضربت عرض الحائط من طرف السلطات المحلية على رأسها رئيسي الدائرة والبلدية ورئيس مقاطعة الغابات ، في وقت يؤكّد فيه ككل مرة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن المجتمع المدني شريك في اتخاذ مختلف القرارات التي تهم الصالح المحلي والجواري بالبلديات والولايات، إلا أن ما حدث في شرشال لم يكن كذلك ولم يرقى إلى المستوى المطلوب.
أين هي مصالح الغابات بشرشال من واجبها تجاه الحفاظ على مثل هكذا أشجار؟ وأين هي السلطات المحلية من رئيسي الدائرة والبلدية أمام هذه المشاهد والصور الإجرامية التي أطاحت بها في عز ربيعها مارس؟ لماذا لم يتم إشراك المجتمع المدني في مثل هكذا قرارات وتدخّلات والإستماع لمقترحاتهم التي تهمّ الصالح المحلي العام؟ أسئلة أجابت عنها هذه الأشجار على اختلاف أنواعها وهي ساقطة على الأرض (البلاتان، نخلة وقبلها شجرة البلمومبرا)، لتسجل الطبيعة بشرشال واحدة من أبشع جرائم قطع الأشجار…
سيدعلي.ه