حقوق التسجيل سترتفع من 1500 دج إلى حدود 8000 دج شهريا للطفل الواحد: استياء كبير بسبب تأجير بلدية شرشال روضةَ الأطفال للقطاع الخاص

أبدى العديد من المواطنين التَقَتهم شرشال نيوز عند مدخل روضة الأطفال المحاذية لمقر البلدية سخطهم على الوضع الذي ستؤول إليه روضة الأطفال التي كانت تشكّل نقطة مهمة في حياتهم اليومية باعتمادهم عليها لاحتضان أبناء الأمهات العاملات خصوصا، حيث ستتحوّل بدءا من هذا الموسم إلى روضة خاصة من خلال تنازل البلدية على حقوق التسيير لفائدة الخاص بوضعها في المزاد العلني الذي أرسى على العرض الوحيد الذي تقدّمت به سيّدة والمقدّر بـ 125 مليون سنتيم سنويا بعدما كان السعر الافتتاحي للمزاد محدّدا بـ 120 مليون سنتيم.
وللعلم، فإن روضة الأطفال في وضعها الحالي ومنذ تأسيسها كانت تسير بشكل مخالف للقانون حيث لم تتحصّل على الاعتماد من مديرية النشاط الاجتماعي مثلما تشترطه القوانين السارية، وذلك لافتقادها للكثير من المؤهلات التي يفرضها دفتر الشروط الخاص بدور الحضانة، منها توظيف أخصائي نفساني والتعاقد مع طبيب.
ومن جهة أخرى، فمداخيل الروضة لم تكن تتجاوز 100 مليون سنتيم سنويا ما جعلها تعرف عجزا ماليا شكّل عبئا إضافيا على البلدية، أفضى إلى اتّخاذ قرار إيجارها عبر المزاد العلني.
هذه الوضعية أدّت إلى التضحية بالخدمة العمومية التي كانت تقدّمها الروضة بوصفها هيكل اجتماعي تربوي هدفه التخفيف عن العائلات العاملة ما سيخلق صعوبات كبيرة للأمهات العاملات اللائي لا يتمكّن من دفع التكاليف الجديدة خصوصا وأنّ جلّ الأطفال من أبناء الفئات المتواضعة من عاملات الإدارة المحلية والهيئات العمومية وقطاع التربية.
أما المديرة الجديدة المستفيدة من الصفقة فقد أرجأت تحديد السعر النهائي إلى ما بعد الانتهاء من الأشغال حيث التقتها شرشال نيوز وهي تُشرف على عملية إخراج الأسرّة القديمة وعتاد التمدرس غير صالح للاستعمال رفقة عمال الجزائر البيضاء.. وصرّحت : “السعر الذي تداوله المواطنون مؤخرا لا أساس له من الصحة، و سيتمّ تحديده بعد الانتهاء من تجديد الروضة و تزويدها بكل الامكانيات من اجل ضمان راحة و تربية الطفل في ظروف مهيئة تجعله يحسّ و كأنه في المنزل، على أن تنطلق التسجيلات مطلع أكتوبر المقبل أي بعد عيد الأضحى المبارك”.
مهما يكن، فإنّ روضة الأطفال هي منشأة اجتماعية تربوية تستدعي من القائمين عليها وعلى السلطات أيضا العمل على ايجاد صِيَغ مُخفّفة تضمن الحفاظ على دورها الحقيقي وعلى أهدافها دون المساس المفرط بالقدرات المالية للعائلات التي تُعوّل عليها للتخفيف من الأعباء الحياتية..
ش.ن