جرّدوها من المهام الأساسية الذي وضعت لأجلها: تجار الشارع الرئيسي لبلدية سيدي غيلاس يُغرقون حاويات القمامة بالنفايات وصورة المدينة في مهب الريح

كثرت في الفترة الأخيرة التجاوزات التي يقوم بها التجار بالشارع الرئيسي لمدينة سيدي غيلاس، مشوهين بذلك صورة الرصيف الذي أرادته السلطات المحلية أن يكون نظيفا، من خلال حرصها الكبير على تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لتطويق نفايات الراجلين، ومنه وضع المواطن أمام حتمية الحفاظ على البيئة و المحيط.
بلدية سيدي غيلاس كانت السبّاقة بتجسيدها لمشروع حاويات القمامة، التي انتشرت على طول و عرض رصيف الطريق الوطني رقم 11، في مشهد صفّق له الجميع آنذاك بما فيهم زوار المدينة و أثنى عليه كثيرا مستعملو السيارات، باعتباره يمكّن الراجلين من رمي القمامة في المكان المخصّص لها على أن يحملها عمال النظافة بكل أريحية دون عناء، ومنه ترسيخ مبدأ الثقافة البيئية في الأذهان.
الحاويات لم تستفق إلا على وقع كسر أجزاء منها و غرقها في النفايات بمختلف أشكالها و أنواعها من أوراق و كرتون و بقايا خضر و فواكه تالفة !، و الفاعل لا يبعد عن فعله الغادر بحق الطريق و الرصيف سوى أمتار معدودات، موجهين إليهم نظرات السخط و التذمر من طرف المارة، الذين اعتبروا رمي القمامة بطريقة عشوائية ذنبا لا تغفره الطبيعة.
رئيس البلدية في أحد لقاءاته بالمواطنين تطرق في كلام مطوّل إلى مواضيع النظافة، و لم يفوت الفرصة للحديث عن هذا الموضوع، مبديا امتعاضه للتجاوزات البيئية التي تحدث بالشارع الرئيسي للمدينة، بعدما أخرجت حاويات القمامة رسميا من المبدأ الأساسي الذي وضعت لأجله، داعيا الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية، و أن هذه الصناديق جسدت خصيصا للنفايات الخفيفة التي تكون بحوزة الراجلين، في حين توضع الأوساخ و الأكياس ذات الحجم الكبير بمكانها المخصص، منوها في الوقت ذاته للدور الفعّال الذي يقوم به عمال النظافة دون أية تقصير، فهل من مستجيب؟؟
سيدعلي.هـ