X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

بعضهم عُيّن في مدارس بمناطق نائية: : سوء توزيع المناصب يثير استياء العديد من الأساتذة الجدد ويطالبون بمراجعة التعيينات

douar-ialalene

وجد الناجحون في مسابقة توظيف الأساتذة في كامل الأطوار التعليمية أنفسهم موجهّين إلى مؤسسات نائية و بعيدة عن مقر سكناهم، هي مسافة طويلة تبعد بكيلومترات عديدة جعلت الحظ يرسم أسماء المحظوظين في قائمة خاصة، بعض الأساتذة استقر بهم الحال وسط المدن أين تتوفر فيها مختلف المرافق العمومية أبرزها وسائل النقل و شبكات الاتصال و التواصل، في حين تفاجأ الكثيرون بوجود أسمائهم في مؤسسات تقع في مناطق جبلية معزولة، تغلب عليها التضاريس الوعرة مع تسجيل غياب لوسائل النقل و شبكات التواصل اما التغطية الامنية فتعرف انعداما كليا.

السؤال الذي لا يزال مطروحا لدى الأسرة التربوية ممن تحدثت إليهم شرشال نيوز، تمحور حول الأساس الذي تمّ فيه توزيع تلك المناصب؟ وما هي الأمور التي أخذوها بعين الاعتبار أثناء التوزيع؟ الأستاذ “حسون” صاحب الـ35 عاما كأستاذ في ميدان التعليم بثانوية الزيانية بشرشال وهو حاليا متقاعد، التقيناه أمام مقر مفتشية التعليم الأساسي  و حدثناه عن الموضوع، فأكد في حواره انه استفسر المسؤول الأول عن توزيع المناصب بالنسبة للناجحين الجدد في مسابقة توظيف الأساتذة، ” لقد تحدثت عن هذه النقطة مع المسؤول الذي كلّف بتوجيه الأساتذة الجدد على مستوى مديرية التربية الوطنية لولاية تيبازة، و أكد لي ا ن هاته الاختيارات تتم عشوائيا دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف المعيشة و الإقامة، أو المسافة أو حتى الجنس، المهم عنده هو ملأ المناصب الشاغرة، أنا ألاحظ أن هناك توزيع خاطئ للمعينين الجدد و كأن الأمر يتعلق بانتقام من الذين فازوا في المسابقة، أظن انه وقوف ضد رزق الناس حتى يستقيلوا من مناصب عملهم، أتمنى أن تكون هناك إعادة نظر في تلك الاختيارات خاصة بالنسبة للمتزوجات، لان الوضع ليس سهلا عليهن”.

هي أستاذة تم تعيينها مؤخرا في مدرسة “الإخوة بقراد” المتواجدة على الحدود بين شرشال و سيدي غيلاس، في منطقة جبلية وعرة تعرف غيابا و تذبذبا رهيبا لوسائل النقل، تحدثت إليها شرشال نيوز و عبرت عن تحسرها، خاصة و أن المدرسة لا يزاول فيها الدراسة سوى 12 تلميذ، قاعة واحدة تجمع بين مستويات مختلفة الأولى و الثانية و الثالثة، فكيف يتعلم و يستفيد التلميذ؟ وأي طريقة ناجعة ينتهجها المعلم  في التعليم؟ ليبقى الأستاذ بين حتمية مواجهة ظروف العمل إلى حين تحويله لمكان اقرب، و بين الاستقالة و ترك المنصب لشخص آخر، و بينهما سنين طويلة و هم ينتظرون وظيفة تغنيهم عن الحاجة و الطلب.

                                                                                                      هـ.سيدعلي