بإشراف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي والوالي موسى غلاي: المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة ستحمل اسم أيقونة الأدب الجزائري آسيا جبار بدءا من هذا الاثنين 16 أفريل 2018

يعتزم مسؤولو المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتيبازة، انتهاز فرصة يوم العلم المصادف لـ16 أفريل من كل سنة، لتسميتها على الكاتبة العالمية الراحلة أيقونة الأدب الجزائري “فاطمة الزهراء إملحاين” المدعوة “آسيا جبار”. حفل التدشين بالتسمية الجديدة للمكتبة سيشرف عليه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي الولاية موسى غلاي هذا الاثنين 16 أفريل 2018 بدءا من الساعة الثالثة زوالا.
للتذكير فقد ترعرعت أعمال الكاتبة الجزائرية الكبيرة ابنة مدينة شرشال التي توفيت عن عمر ناهز 78 عاما وسط عائلة مثقفة، سنحت الفرصة لها في أن تتلقى تعليما حرا وشاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر، ولها دور كبير في أعمال مسرحية وسينمائية، كتابة وإخراجا.
وتعد رواية “العطش” (1953) أول عمل روائي أنتجته قبل أن تبلغ العشرين من العمر وهي طالبة في المدرسة العليا للأساتذة بفرنسا وكانت تلك سابقة ثم أتبعتها برواية «نافذة الصبر» (1957).
عملت جبار مراسلة في جريدة “المجاهد” الجزائرية، إبان شبابها، ولها أيضا روايات أخرى “الجزائر البيضاء” و”وهران… لغة ميتة”، وقد فازت في 2002 بـجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية.
وخلال أكثر من ستين عاما من الإبداع الأدبي كتبت أسيا جبار أكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت الى عشرين لغة.
وتعد جبار من كبرى المناصرات لقضايا المرأة فلقبت بـ “الكاتبة المقاومة”، و كانت من بين الشخصيات الأدبية المرموقة التي تكتب باللغة الفرنسية في منطقة المغرب العربي.
وخلال أكثر من ستين سنة من الإبداع الأدبي كتبت أسيا جبار أكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت إلى عشرين لغة كما لها مساهمات في السينما إخراجا وتأليفا.
وقد رشحت للفوز بجائزة نوبل للآداب من دون أن تفوز بها إلا أنها حازت جائزة ألمانيا للسلام في سنة 2000، كما انتخبت في العام 2005 أول شخصية عربية في الأكاديمية الفرنسية التي تضم نخبة الكتاب باللغة الفرنسية.
ظروف استعمار الجزائر ومنع تدريس اللغة العربية جعلت جبار تكتب باللغة الفرنسية التي أتقنتها منذ صباها، وبرز ذلك في روايتها “أطفال العالم الجديد” (1962) وقصة كفاح الشعب الجزائري من رجال ونساء من اجل الاستقلال.. لكن عناوين فصول الرواية الخمسة كلها أسماء نساء.
وبعد الاستقلال، عادت آسيا جبار إلى الجزائر لتعمل أستاذة للتاريخ في جامعة الجزائر تاركة الكتابة حتى سنة 1980 عندما قررت الهجرة مرة ثانية نحو فرنسا. وهناك أصدرت أشهر أعمالها بدءا بالمجموعة القصصية “نسوة الجزائر في بيوتهن” (1980) ثم روايات “الحب..الفانتازيا” (1985) و”الظل السلطان”(1987) التي تدعو من خلالها إلى الديمقراطية وحوار الثقافات وتدافع عن حقوق المرأة.
أسيا جبار سينمائية أيضا أخرجت فيلما طويلا للتلفزيون الجزائري العام 1977 بعنوان “نوبة نساء جبل شنوة”، نال جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية السينمائي، ثم فيلم بعنوان “الزردة أو أغاني النسيان” (1982).
وفي حفل اعتلاء مقعدها مع “الخالدين” تحدثت اسيا جبار عن “الجرح العميق” الذي تركه الاستعمار الفرنسي في بلدها الأصلي، وفي روايتها الأخيرة “لا مكان في بيت ابي” الصادرة في 2007، عادت آسيا إلى سيرتها الذاتية، وذكرياتها المرتبطة بذاكرة شعبها بأسلوب ممتع.
يشار إلى أن تسمية المكتبة التي افتتحت في 12 جانفي 2012، جاء بناء على المرسوم التنفيذي رقم 12-234 المؤرخ في 03 رجب 1433 الموافق لـ24 مايو 2012 والذي يحدد القانون الأساسي للمكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية.
وتتربع المكتبة على مساحة إجمالية قدرها 3434 م2، حيث تحصي رفوفها ما يزيد عن 47 ألف كتاب ودورية في شتى المجالات والتخصصات التي ينهل منها منخرطوها الذين يقارب عددهم الـ3200 من الطلبة والقراء.
بلال لحول