التلوّث البيئي يضرب رئة شرشال: رمي بقايا الدجاج بغابة “بلعزم” جريمة مسكوت عنها في ظلّ غياب الضمير والرقابة

تطرّقت شرشال نيوز منذ أشهر وفي عدّة مرات إلى ظاهرة الرمي العشوائي للقاذورات بأعالي المدينة، وبالأخص رمي بقايا الدجاج التي تؤثّر بشكل مباشر على صحة المارين من تلك الطريق وعلى الحيوانات والطيور، بسبب الآثار المرضية المباشرة التي تنتجها إثر تعفنها في الأكياس التي تُرمى فيها.
وفي الآونة الأخيرة، يحسب المار من هناك أنّه تمّ القضاء على الظاهرة، غير أنّ المتسببين فيها لم يكلّفوا أنفسهم سوى جهد إخفاءها عن الأنظار ليزداد الوضع سوءا، حيث حوّلوها غير بعيد إلى أعماق غابة ” بلعزم”، لتُلقى على ضفاف الطريق بكلّ أريحية.
العملية لم تتوقف منذ أشهر، إذ أصبحت تمتد على مسافة عدة كليموترات في ظلّ غياب مطلق للضمير وللرقابة في آن واحد. وهذا الطريق الذي يقطع غابة بلعزم نحو الجهة الغربية لمدينة شرشال، اتّخذه العديد من السكان مسلكا رياضيا ومتنزها طبيعيا لا مثيل له في المنطقة.
غير أنّ استفحال هذه الظاهرة خلق استياء كبيرا لديهم خصوصا وأنّ مصالح الغابات قامت في الفترة الأخيرة بإصلاح بعض أجزاءه المهترئة في خطوة لخلق متنزه طبيعي قد يتحوّل إلى ملجأ لراحة سكان شرشال، غير أنّ هذه التصرّفات اللامسؤولة تدفع كلّ الجهود إلى الخلف، وتعمل على تلويث البيئة بشكل يمتدّ إلى مدة زمنية غير قصيرة.
منذ غلق المفرغة العمومية بأعالي واد الحمام التي كانت بدورها تشكّل خطرا كبيرا على سكان المنطقة، أصبح مشكل رمي النفايات قائما بحدّة كبيرة، وأصبح الاحتيال للرمي العشوائي هو الأداة الوحيدة للتخلّص منها بعيدا عن الأنظار، وهنا يُطرح سؤال كبير عن دور هيئات الدولة المكلّفة بالرقابة وفرض احترام القانون. أما دور السلطات المحلية فقد لا يخرج عن دائرة مقولة: “أنتَ ما قلت، وأنا ما سمعت”… فهل سيضاف إليها: “..وما قْريت”، لتكون الضحية غابة هي الرئة التي تتنّفس بها مدينة شرشال..؟؟
ع.بن.ب
الصور من أماكن متفرقة على امتداد الطريق