X

الإخبارية المستقلة لولاية تيبازة

أخبار الجزائر على مدار اليوم

 

الأسرة الرياضية في شرشال تفقد أحد أعمدتها: جثمان الراحل سيد علي حمدين يوارى الثرى في مقبرة المدينة وسط جموع غفيرة من المواطنين

sidali-hamdine11

النبأ الأسوء …سيد علي حمدين لن يعود… خطفه السرطان موتا فأجهشت الرياضة قهرا بالبكاء، حزنا و تأثرا على رحيل من كان الحامل لقلم خط به ملامح جمعية مولودية شرشال، فكان دائم الابتسام حتى للمرض و لم يجد عدوا أكثر من صحته، التي دفعته قصرا لمغادرة الميادين للعلاج تاركا فريقه بصحة جيدة و أمله في العودة لقيادة القاطرة الأمامية للرياضة بالمدينة، إلا أن ما ألمّ به كان خارجا عن السيطرة و الحائل… داء غير رحيم بمن ابتلي به.

sidali-hamdine5

رحل من كان يعتبر كرة السلة علاجه الأمثل فاختار أن يبقى معانقا إياها طيلة حياته، فأغمض عينيه للمرة الأخيرة عن عمر يناهز الـ54 عاما، بعدما شاهد عن قرب و بكثير من الجهد تألق أشباله في مباراتهم أمام فريق ورقلة و قبلها اتحاد الجزائر، غادر و في سجله  لقب المدرب والمعلم و الرئيس و اللاعب، الجماهير الشرشالية تدرك جيدا تفانيه في العمل، لتستفيق مجبرة على تصديق خبر وفاته تاركا إياها تتسائل عن خليفته في القيادة.

لكل امرئ قدره.. ذلك هو “سيد علي حمدين”، الذي حركت شرشال رأسها إعجابا بمواقفه الرياضية في أرقى صور الالتزام الرياضي، فرفعت القبعات احتراما لمن اختلق الفروسية في المواقف، صحيح أن المرض اجبره على الجلوس بالمنزل، إلا انه فضل الاستنجاد بالهاتف مستفسرا على حال و أحوال كل ما هو رياضي بالمدينة، مقدما دروسا ميدانية في الكفاح لفريق القلب “كرة السلة” بعدما استطاع إيجاد توليفة مثالية، تكفلت وحدها بتحمل مسؤولية تشريف ولاية تيبازة في مختلف الاستحقاقات محلية كانت أو وطنية.

sidali-hamdine3

علاقته مع الكرة امتدت إلى سنوات شبابه مأسورا، ليختار له القدر الرحيل في سكون صبيحة هذا الخميس 7 جانفي تحت رداء الرياضة،  واصفا إياها بالحياة  و أن أخلاقها لا تموت، حينها أراد قيادتها  لخط النهاية، فشاءت الأقدار أن يكون خط الموت أسرع منه، ليتيقن الجميع بأن خط الوصول ليس بالضرورة تتويجا و إنما موتا.

فارق الحياة من اختار شرشال نيوز وسيلته الإعلامية المفضّلة لتجسيد مبدأ الاتصال و التواصل بكل ما هو رياضي، فكان القارئ الوفي للجريدة و العاشق للنتائج الايجابية و المتفائل حتى في حالة الخسارة، واضعا نصب عينيه فرحة الجماهير التي أحب متابعة المباريات إلى جانبها في المدرجات للإحساس بما يحس به المشجعون، ولم يخفي يوما سعادته بالمستوى الذي وصلت إليه كرة السلة بالمدينة.

شرشال ودعت الفقيد بالدموع و لكن ..”كل نفس ذائقة الموت”

sid

هكذا ودعت شرشال شخصيتها الرياضية الاستثنائية، بحضور مميز للمواطنين و اللاعبين الذين قدموا من كل حدب و صوب لتشييع جنازة رئيس جمعية مولودية شرشال، ووسط حضور شخصيات كروية معروفة بالمنطقة جاءت لتودع رئيسها، و ممثلين عن مديرية الشبيبة و الرياضة لولاية تيبازة، و أعضاء بالمجلس الشعبي البلدي رفقة أفراد من عائلة الفقيد.

جثمان الراحل “سيدعلي حمدين” وارى التراب بمقبرة شرشال أمسية هذا الخميس 7 جانفي، ونظرات الحسرة كانت بادية على الجميع، مستذكرين خصاله و أخلاقه و مواقفه التي تركت في أذهانهم صورا رائعة قضوها إلى جانبه، داعين المولى عز و جل أن يرحمه و يسكنه فسيح جنانه و أن يرزق أهله الصبر و السلوان.

قالــــوا عـــن الفقيد “سيدعلي حمدين”

sidali-hamdine2

شرشال نيوز حضرت مراسيم تشييع جنازة رئيس جمعية مولودية شرشال “سيدعلي حمدين”، ورصدت انطباعات طيبة من طرف شخصيات كروية بالمدينة، مدرب فريق كرة السلة السيد “بن حمدين سليم” و بنبرة تحسر، أكد أن الفقيد كافح إلى غاية اللحظة الأخيرة و قدم النفس و النفيس منذ توليه رئاسة الفريق، رئيس النجم الرياضي الشرشالي “ميلو عبد القادر” هو الآخر فاضت عيناه دموعا متأثرا بفراق زميله، …رئيس فرع العاب القوى السيد “عبدو احمد” الذي عبر عن تحسره الكبير لافتقاد شرشال رجلا شهما في قراراته الرياضية، داعيا الله سبحانه و تعالى أن يرحمه و يغفر له، أما اللاعبون ..فبصوت واحد “سنفتقدك كثيرا”….باختصار “إنا لله و إنا إليه راجعون”

 

هـ. سيد علي