أكثر من 10 قناطير من اللحم وُزّعت بمسجد الرحمن بشرشال: 360 عائلة فقيرة تستفيد من سهم العيد السنوي و الشيخ بن عامر يؤكد أنّ المشروع أصبح عادة راسخة
مشروع سهم العيد بمسجد الرحمن بشرشال…فكرة دارت كثيرا في الأذهان ليتمّ تجسيدها في الواقع منذ ثماني سنوات، وهي تتّسع من سنة إلى أخرى لتترسّخ كعادة تعوّد عليها سكان شرشال المُتصدقين منهم والمُعوّزين، في صورة عكست جوّ التلاحم و التكاتف بين المواطنين، سهم عيد الأضحى المبارك لعام 2015 بهذا المسجد، استهدفت الفقراء و المساكين ببلدية شرشال و ضواحيها كسيدي غيلاس و سيدي اعمر و الناظور، و الهدف هو رسم البسمة في وجه فقير لم تستوف ظروفه المعيشية الصعبة دفع حقوق الأضحية، ليجدد مسجد الرحمن مرة أخرى العهد مع مشروعه السنوي “سهم العيد”، الذي أصبح عادة استحسنها الجميع ومألوفة لدى كل مُنفق.
إمام المسجد الشيخ بن عامر بوعمرة وجه نداء إلى المواطنين المنفقين بالمناسبة، ودعاهم للاتحاد من اجل إنجاح هذا المشروع فكانت الفرحة فرحتان من خلال توافق عيد الأضحى مع الاستجابة الواسعة للمحسنين، و بينهما رسم للفرحة و السعادة في وجوه الفقراء المسجلين و تأكيد على الهدف الذي شرعت من اجله الأضحية.
العملية بدأ التحضر لها باستقبال الأضاحي قبيل عيد الأضحى المبارك بأيام، خاصة وان بعض المنفقين قرروا تقديم كباشهم كاملة للمسجد على أن تذبح بعين المكان و يتمّ توزيع لحمها للفقراء و المساكين، عددها بلع ثمانية كباش تمّ ذبحها تباعا من طرف شباب مسجد الرحمن رفقة متطوعين أرادوا تقديم المساعدة و نيل الأجر و الثواب في هذا اليوم وسط أجواء استثنائية.
البعض تكفّل باستقبال اللحوم التي يساهم بها المواطنون، ويتمّ تقسيمها مباشرة إلى قطع تسهل من مهمة توزيعها و تحفظ في الثلاجات التي سخرت من اجلها.
الانطلاق في توزيع اللحوم وسط أجواء تنظيمية محكمة
بعد تقسيم اللحوم ووضعها في أكياس، بدأ المسجلون في قائمة الفقراء و المعوزين يتوافدون على مسجد الرحمن صبيحة هذا الجمعة 25 سبتمبر، من اجل اخذ ما أنفقه المواطنون بمناسبة عيد الأضحى المبارك وسط أجواء تنظيمية محكمة، اشرف عليها شباب المسجد من خلال الاستقبال و تقديم اللحم، أين بلغ عدد المستفيدين من سهم العيد إلى 360 عائلة ما يعادل 3 كلغ للسهم الواحد بمجموع 1080 كلغ، إحصائيات و أرقام دلّت على المستوى التصاعدي و الناجح لهذا المشروع الذي يزداد كل سنة نجاحا و تحسّنا حسب رأي إمام مسجد الرحمن الشيخ بن عامر بوعمرة لشرشال نيوز، “هذا المشروع كان عبارة عن فكرة في أذهاننا، كنا نفكر في كيفية الانطلاق بهذا المشروع السهل بطريقة ناجحة، دون الاعتماد على جمع الأموال ثم شراء الأضاحي، ففكرنا في الثلث المخصص للفقراء و كل واحد يذبح يحضره للمسجد الذي بدوره يتكفل بتوزيعه على المحتاجين، العملية سهلة و بسيطة و ناجحة، فكل سنة يزداد مشروع سهم العيد يزداد تطورا وقد أصبح عادة مألوفة لدى المواطنين، واغتنم الفرصة لأوجه الشكر لكل من ساهم من قريب أو من بعيد في إنجاح هاته العملية، شكري موجه كذلك لشرشال نيوز الحاضرة دائما متمنيا لها التوفيق و النجاح و الاستقرار للبلد”.
حتى الأفارقة اللاجئون أخذوا نصيبهم من اللحم
عيد الأضحى لسنة 2015 توافق مع العودة القوية للاجئين الأفارقة، الذين كتبوا أسمائهم تلقائيا في قائمة الفقراء و المساكين بمدينة شرشال، نظرا للظروف الصعبة التي يعيشونها مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة ليلا، في وقت يبيتون في العراء رفقة أبنائهم الصغار وسط أجواء تحسر لها الكثير من المواطنين، مسجد الرحمن لم يستثني هؤلاء ووزع عليهم ما أنفقه المواطنون من لحوم الأضاحي، الأمر الذي جعلهم يحسون بالسعادة التي كانت بادية على وجوههم و هم يقتسمون اللحم بينهم، لينتهي العيد على وقع تكاتف و اتحاد الجميع على قلب رجل واحد لإسعاد الفقير.
هـ.سيدعلي
